الفصل السابع والخمسون بعد المائة

 


أجاب الأعمى: لست أعلم أخاطئ هو أم لا، إنما أعلم هذا هو أني أعمى فأراني ، فلم يصدق الفريسيون هذا ، لذلك قالوا لرئيس الكهنة : أرسل وادع أباه وأمه لأنهما يقولان لنا الصدق ، فدعوا أبا الرجل الأكمه وأمه ، فلما حضرا سألهما رئيس الكهنة قائلا : هل هذا الرجل ابنكما ؟ ، أجابا : إنه ابننا حقا ، فقال حينئذ رئيس الكهنة : يقول أنه ولد أعمى والآن يبصر فكيف حدث هذا الشيء ؟ ، أجاب أبو الرجل الذي ولد أعمى وأمه : إنه ولد حقا أعمى ولكن لا نعلم كيف نال النور ، هو كامل السن اسألوه يقل لكم الصدق ، فصرفوهما وعاد الرئيس فقال للرجل الذي ولد أعمى : أعط مجد لله وقل الصدق ـ وكان أبو الرجل وأمه خائفين أن يتكلما ، لأنه صدر أمر من مجلس الشيوخ الروماني أنه لا يجوز لإنسان أن يتحزب ليسوع نبي اليهود وإلا فالعقاب الموت ، وهو أمر استصدره الوالي ، لذلك قالا : هو كامل السن اسألوه ـ فقال حينئذ رئيس الكهنة للرجل الذي ولد أعمى أعط مجدا لله قل الصدق لأننا نعلم أن هذا الرجل الذي تقول أنه شفاك خاطئ ، أجاب الرجل الذي ولد أعمى : لست أعلم أخاطئ هو إنما أعلم هذا أني كنت لا أبصر فأنارني ، ومن المؤكد أنه منذ ابتداء العالم حتى هذه الساعة لم ينر أكمه ، والله لا يصيخ السمع إلى الخطاة ، قال الفريسيون : ماذا فعل لما أنارك ، حينئذ تعجب الرجل الذي ولد أعمى من عدم إيمانهم وقال : لقد أخبرتكم فلماذا تسألونني أيضا ، أتريدون أنتم أن تصيروا تلاميذ له ؟ ، فوبخه حينئذ رئيس الكهنة قائلا : إنك ولدت بجملتك في الخطيئة أفتريد أن تعلمنا ؟ ، أغرب وصر أنت تلميذا لهذا الرجل ، أما نحن فإننا تلاميذ موسى ونعلم أن الله كلم موسى ، أما هذا الرجل فلا نعلم من أين هو ، فأخرجوه من المجمع والهيكل ونهوه عن الصلاة مع الطاهرين بين إسرائيل .