الفصل السادس والخمسون بعد المائة
ولما اجتاز يسوع من الهيكل بعد أن صلى صلاة الظهيرة وجد أكمها ، فسأله تلاميذه قائلين : أيها المعلم من أخطأ في هذا الإنسان حتى ولد أعمى أبوه أم أمه ؟ ، أجاب يسوع : لا أبوه أخطأ فيه ولا أمه ، ولكن الله خلقه هكذا شهادة للإنجيل ، وبعد أن دعا الأكمة إليه تفل على الأرض وصنع طينا ووضعه على عيني الأكمه ، وقال له : اذهب إلى بركة سلوام واغتسل ، فذهب الأكمه ولما اغتسل أبصر ، فبينما كان راجعا إلى البيت قال كثيرون من الذين التقوا به : لو كان هذا الرجل أعمى لقلت بكل تأكيد أنه هو الذي كان يجلس على الباب الجميل من الهيكل ، وقال آخرون : إنه هو ولكن كيف أبصر ؟ ، فسألوه قائلين : هل أنت الأكمه الذي كان يجلس على الباب الجميل من الهيكل ؟ ، أجاب : إني أنا هو ولماذا ؟ ، قالوا : كيف نلت بصرك ؟ ، أجاب : إن رجلا صنع طينا تافلا على الأرض ووضع هذا الطين على عيني ؟ ، وقال لي : اذهب واغتسل في بركة سلوام ، فذهبت واغتسلت فصرت الآن أبصر ، تبارك إله إسرائيل ، ولما عاد الرجل الذي كان أكمه إلى الباب الجميل من الهيكل امتلأت أورشليم كلها بالخبـر ، لذلك أحضر إلى رئيس الكهنة الذي كان يأتمر مع الكهنة والفريسيين على يسوع فسأله رئيس الكهنة قائلا : هل ولدت أعمى أيها الرجل ؟ ، أجاب : نعم ، فقال رئيس الكهنة : ألا فأعط مجدا لله وأخبرنا أي نبي ظهر لك في الحلم وأنالك نورا ؟ ، أهو أبونا إبراهيم أم موسى خادم الله أم نبي آخر ؟ ، لأن غيرهم لا يقدر أن يفعل شيئا نظير هذا ؟ فأجاب الرجل الذي ولد أعمى: إني لم أر في حلم ولم يشفني لا إبراهيم ولا موسى ولا نبي آخر ؟ ، ولكن بينا أنا جالس على باب الهيكل أدناني رجل إليه ، وبعد أن صنع طينا من تراب بتفله وضع بعضا من ذلك الطين على عيني وأرسلني إلى بركة سلوام لأغتسل ، فذهبت واغتسلت وعدت بنور عيني ، فسأله رئيس الكهنة عن اسم ذلك الرجل ، فأجاب الرجل الذي ولد أعمى : إنه لم يذكر لي اسمه ، ولكن رجلا رآه ناداني وقال : اذهب واغتسل كما قال ذلك الرجل ، لأن يسوع الناصري نبي إله إسرائيل وقدوسه ، فقال حينئذ رئيس الكهنة : لعله أبرأك اليوم أي السبت ؟ ، أجاب الأعمى : انه أبرأني اليوم ، فقال رئيس الكهنة : انظروا الآن كيف أن هذا الرجل خاطئ لأنه لا يحفظ السبت ! .
Powered by Backdrop CMS