الفصل السادس والعشرون بعد المائة
وبعد أن جمع يسوع تلاميذه أرسلهم مثنى مثنى إلى مقاطعة إسرائيل قائلا : اذهبوا وبشروا كما سمعتم ، فحينئذ انحنوا فوضع يده على رأسهم قائلا : باسم الله أبرؤا المرضى أخرجوا الشياطين وأزيلوا ضلال إسرائيل في شأني مخبريهم ما قلت أمام رئيس الكهنة ، فانصرفوا جميعهم خلا من يكتب ويعقوب ويوحنا ، فذهبوا في اليهودية مبشرين بالتوبة كما أمرهم يسوع مبرئين كل نوع من المرض ، حتى ثبت في إسرائيل كلام يسوع أن الله أحد وأن يسوع نبي الله إذ رأوا هذا الجم يفعل ما فعل يسوع من حيث شفاء المرضى ، ولكن أبناء الشيطان وجدوا طريقة أخرى لاضطهاد يسوع وهؤلاء هم الكهنة والكتبة ، فشرعوا من ثم يقولون أن يسوع طمح إلى ملكية إسرائيل ، ولكنهم خافوا العامة فلذلك ائتمروا عليه سرا ، وبعد أن جاب التلاميذ اليهودية عادوا إلى يسوع فاستقبلهم كما يستقبل الأب أبناءه قائلا : أخبروني كيف فعل الرب إلهنا ؟ حقا إني لقد رأيت الشيطان يسقط تحت أقدامكم وأنتم تدوسونه كما يدوس الكرام العنب ، فأجاب التلاميذ : يا معلم لقد أبرأنا عددا لا يحصى من المرضى وأخرجنا شياطين كثيرين كانوا يعذبون الناس ، فقال يسوع : ليغفر الله لكم أيها الإخوة لأنكم أخطأتم إذ قلتم (( أبرأنا )) وإنما الله هو الذي فعل ذلك كله ، حينئذ قالوا لقد تكلمنا بغبـاوة فعلمنا كيف نتكلم ، أجـاب يسوع : في كل عمل صالح قـولوا : (( الرب صنع )) وفي كل عمل رديء قولوا : (( أخطأت )) ، فقال التلاميذ : إنا لفاعلون هكذا ، ثم قال يسوع : ماذا يقول إسرائيل وقد رأى الله يصنع على أيدي جمهور من الناس ما صنع الله على يدي ؟ ، أجاب التلاميذ : يقولون أنه يوجد إله أحد وأنك نبي الله ، فأجاب يسوع بوجه متهلل : تبارك اسم الله القدوس الذي لم يحتقر رغبة عبده هذا ولما قال ذلك انصرفوا للراحـة .
Powered by Backdrop CMS