المهدي أجلى الجبهة ، أقنى الأنف *
من منا لم يسمع بهذا الحديث في صفة المهدي : ( المهدي مني ، أجلى الجبهة ، أقـنى الأنـف ، يمـلأ ُ الأرض قسطا وعـدلا ، كما مُلِئت ظلما وجورا .. ) (1) .
وفي لفظ : ( أشم الأنف أقنى أجلى ) ـ (2). وقد قال بشرح معنى هذه المفردات جمع من أهل العلم ممن صنف في أخبار المهدي ، وكلهم غلطوا في فهم المراد على قنى الأنف على الخصوص ! ، يكادون يجمعون على ذلك وقلدهم على هذا الوهم كل من جاء بعدهم إلى يومنا هذا ، والحق الذي لا مرية فيه أن أحق الناس في فهم المراد بوصف المصطفى صلى الله عليه وسلم المهدي نفسه ، كيف وهو يرى مصداق تلك الصفات في وجهه ، مع ما فتح الله عليه بفهم مراد جده عليه الصلاة والسلام ، فقد اصطفاه الله من دون الناس لمعرفة الكثير مما أراد دون الناس ، وليس أدل على ذلك من عقيدة عودته عليه السلام آخر الزمان ! .
وهنا فائدة لا بد من تقريرها في هذا الخصوص حين ناسب ذكرها هنا وذلك في أن هذه الصفات في وجه المهدي لم يخبر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم من باب تخصيصه بهذه الصفات ! ، فهي كثيرة في الناس وشائعة ومن الناس من قال خصوصا في بني هاشم ، بل أتي في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أيضا أقنى العرنين وسيأتي تعليقي على هذا حين الكلام على معنى القنى في الأنف .
نعم لم يصفه من باب تخصيصه بهذه الصفات وتمييزه ليعرف بها ، ودلالتها عليه على الاستقلال أبدا لا ، لما قلت لعدم الاختصاص ، كالدجال عندما وصفه بأنه أعور وذلك تمييزا له بهذه الصفة المناقضة لدعواه في الربوبية والمؤكدة على التعيين ، لا لأنها مختصة به ! فالعور ما زال يقع في بعض أعيان الناس ، بل الدلالة الحقيقية في هذا التوصيف دلالة الاقتران ، بمعنى ليس كل أجلى أقنى مهدي ، لكن المهدي لا بد أن تكون هذه صفته ، فكل من ليست هذه الصفات محققة فيه فلا تصح دعواه ، وهنا يأتي العجب في أمر اللحيدي حين انطبقت تلك الصفات عليه من غير اعتماد عليها في الدلالة والتعيين ، لكن هكذا لتقدير الله عليه أنه هو المهدي المنتظر .
وأنا هنا أذكر خلاصة ما ورد في هذا الخصوص مما يسر المولى لنا جمعه سبحانه فأقول :
أولا : قالوا في معنى الأشم ، تلك اللفظة التي لم ترد في متن الحديث عند أبي داود لكن ذكرها في تمام لفظه نعيم بن حماد رحمه الله والحاكم في مستدركه ، وهي ليست أصرح في المراد مثل كلمة ( أقنى ) ، فتلك مجازية وهذه خَلْقِية ، فحين أردف وصفه بالقنى قوله ( أشم الأنف ) دل هذا على أن مراده هنا بالأشم العزة ولم يرد به الأنف بخاصة ، والعرب كثيرا ما تمدح بهذا ومرادهم التشبيه المجازي لا هيئة الأنف وصفته :
تضمنه جارٌ أشمُّ ، منيع
يؤكد ما ذكرت هنا قول ذي الرُُّمةِ :
تثنى النقاب على عِرنينِ أرنبةٍ *** شماءَ مَارِنُهَا بالمسكِ مَرثُومُ
والشاعر يقينا لم يرى ما وراء النقاب فهو مستور ، وإنما أراد المعنى وهو ظاهر .
ومن أقوالهم : جبل أشم . قال في المختار : أي طويل الرأس بين الشمم فيهما .
قال مُتممُ بنُ نُوَيرةَ :
وكان إذا ما الضيف حل بمالك *** تضمنه جارٌ ، أشمُّ ، مَنيع
قال الأخفش الصغير في شرح هذا البيت : أشم هنا ، عزيز . لم يرد به الأنف اهـ (3).
والنبي صلى الله عليه وسلم كنى في الحديث بهذا عن عزة المهدي في دينه وعقيدته ورفعته وعلو نفسه وشرفها ، لعدم مبالاته بمن كذبه وعاداه وخالفه في إيمانه ، دائما في ذلك مرفوع الرأس ، ظاهرا على من ناوأه بحجته ، هذا هو المعنى المراد من كلمة ( أشم ) في هذا الحديث .
ثانيا : أما بخصوص قوله في الحديث : ( أجلى الجبهة ) . فقد قال إبراهيم الحربي في غريب الحديث أخبرني أبو نصر عن الأصمعي قال : الجلا : إذا خف ما بين النزعتين من الشعر . وأنشد للعَجَّاج ُ :
وهل يردُّ ما خلا تَخْبِيرِي *** مع الجَلاَ وَلائِحِ القَتِيرِ
هكذا ذكره الحربي رحمه الله وخالفه ثابت بن أبي ثابت في كتابه (4) فرواه على هذا النحو :
وحِفظَةً أكنها ضميري *** مع الجلى ولائـح القتيرِ
وخالفه أيضا في المعنى فجعل الجلا ما زاد على النزع ! ، فقال : وأنشد أبو زيد في الأجلى :
مُقَصَّصٌ أجلَهُ أجْلَى أنْـزَعُ
قال : والأنزع الذي انحسر الشعر عن جـانبي ناصيته يمينا وشمالا . يقال : رجل أنزعُ بين النزعة . فإذا زاد قليلا فهو أجلَحُ . فإذا بلغ النصف أو نحوه فهو أجْلَهُ (5) ، قال رؤبة :
لمَّـا رأتني خَلَقَ المُمَــوَّهِ *** براقَ أصلادِ الجَبينِ الأجْــلَهِ
بَعْدَ غُدَانِىَّ الشَّبَابِ الأَبْلَهِ
والعرب تقول فيما بان من الأمور : جليٌّ ، أي واضِحٌ . واجْلُ لنا هذا الأمرَ : أوضِحْهُ . قال زهيرٌ :
فإن الحق مقطعةُ ثلاثٌ *** يمين أو نِفارٌ أو جِِلاَءُ
ومن باب مجامع الكلم أقول لعله كشف عن هذا الوصف أيضا كناية عن جلاء أمره ولو خفت حقيقته على جهلة الناس والله أعلم .
أما بخصوص قوله عليه الصلاة والسلام : ( أقنى الأنف ) . وهذه أهمها وأخصها في التمييز لما حصل فيها من خلاف عند الكثير من الناس كما أشرت لهذا في السابق ، ولم يصيبوا في تفسير المراد بل أبعدوا النجعة ولبسوا في المراد أيما تلبيس ، وما فطنوا مع جلاء مراده عليه السلام في هذه الصفة على ما يشهد الواقع قديما وحديثا للمقصود من هذه الصفة ومفردات لغة العرب أيضا ، ومع هذا وهموا على فقه الحديث ولا حول ولا قوة إلا بالله ، مثل ما وهموا على الكثير من أمور المهدي وحقيقة تأويله الذي أظهر ما فيه وأصرحه المعنى من آيات سورة الدخان ، ورغم ذلك جعلوها أبهم ما في أمره مخالفين بذلك نص الكتاب العزيز في وصفه بأنه : ﴿ .. رسول مبين ﴾ أي جلي الأمر بينه ، فأضاعوا بذلك السبيل للوصول له وتيقن هدى القرآن في تأويله ، فسبحان الهادي المضل ، الفعال لما يشاء سبحانه .
قالوا في معنى القنى في الأنف : ارتفاع وسطه عن طرفيه ، وتسيل أرنبته وتَدقُّ . حكاه ثابت بن أبي ثابت في ( خلق الإنسان ) عن أبي مالك الأعرابي ، ونقل شاهده عن كعب بن زهير قوله :
قَْنوَاءُ في حُرَّتَيْهَا للبَصيرِ بها *** عِتْقٌ مُبِينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ
والأمر ليس كما قال ولم يفد شعر ابن زهير هنا بأكثر من مجرد الذكر ولم يصف إلا الخدين . ومثله قولهم في توصيف ( الأشم ) جعلوه قريبا من معنى ( الأقنى ) وكل هذا وهم ولا شك ، قرر هذا ثابت في كتابه وأيضا لم ينقل في الأشم شاهدا إلا على الذكر من شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه قوله :
بيض الوجوه كريمة أحسابهم *** شُمُّ الأُنوفِ من الطِّـرازِ الأَوَّلِ
ونقل عن أبي زيد في معنى ( الأشم ) الذي طال ودَقَّ في غير حد . وهذا قريب من وصفهم ( للأقنى ) قال أبو محمد ثابت : الأشم ، الذي ارتفعت قصبته مع حسنها واستواء أعلاها وإشراف الأرنبةِ قليلا . إلا أنه قال باستواء القصبة في الأشم ، والإحدداب في الأقنى ، والعجيب أن رواية نعيم والحاكم في المهدي جمعت ما بين القنى والشمم على الائتلاف ، وأشير لها في وصف المصطفى عليه الصلاة والسلام على الشك !! ، وفي هذا منتهى التناقض في التوصيف إذ جمعوا ما بين المختلفين ! .
والحق إن شاء الله على ما أفاده شاهد واقع الحال ، والمعنى اللغوي من كلمة ( القنى ) ، أن القنى المراد به الإستدارة على العموم ومنه سميت قناة الماء الـ( قناة ) وقالوا في الرماح الـ( قنا ) نسبة إلى العصي المستديرة التي يثبت في أعلاها السنان ، وليس صحيحا قولهم أن المراد احدداب قصبة الأنف ، ثم تحكموا بعد ذلك أنه قبيح في الفرس وهذا من فهمهم السقيم وتحكمهم الممجوج حتى جعلوه جميلا في الباز ! قبيحا في الفرس ، ولم لا يكون جميلا فيه هو أيضا وهو أصل في خلقته ! .
وأما من جعل ذلك حسنٌ في خلقة الإنسان فكذب غير صحيح مبناه على الفهم الخاطئ لمعنى ( القنى ) في خلقة الإنسان والحيوان على السواء ، بل هو قبح فيه ! (6) ، مثل ما هو قبح في الفرس على ما زعموا ! ، وسيأتي لاحقا زيادة كلام في معنى القنى في الفرس وبيان مدى وهمهم في فهم معنى ذلك .
روى الحافظ أبو نعيم الأصبهاني بإسناده عن زيد بن وهب عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقنى الأنف ، براق الثنايا (7). وروى الترمذي في الشمائل والبغوي والطبراني وغيرهم عن الحسن بن علي أنه سأل هند بن أبي هالة التميمي رضي الله عنه ـ قال الحسن : وكان وصافا ـ عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن قوله في ذلك أنه : واسع الجبين ، أقنى العِرْنين . فعادت بهذا صفة المهدي في الجبهة والأنف على الموافقة مع صفة المصطفى عليه الصلاة والسلام .
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى في هند بن أبي هالة رضي الله عنه : كان فصيحا بليغا وصف النبي صلى الله عليه وسلم فأحسن وأتقن (8).
وقال إبراهيم الحربي : العرنين ، الأنفُ ، الجميعُ عرانينُ ، وقال لي أبو نصرٍ : هو الأنفُ كلُّهُ ، وأنشدني لذي الرُّمَّةِ :
تثنى النقاب على عِرْنينِ أرنبةٍ *** شماءَ مَارِنُهَا بالمسكِ مَرْثُومُ
وارتبك ثابت بن أبي ثابت في كتابه عند هذا الوصف وصدره بالشك فقال : ويقال للأنف : العرنين ، ويجمع ُ عرانين . ونقل عن أبي زيد قوله : والعرنين ، ما صلُبَ من العظم .
قلت : وما ذلك إلا من مخالفته لتفسيره لمعنى القنى في الأنف إذ جعله في ارتفاع وسطه دون طرفيه ، وهنا تفسيره بالأنف كله يضاد قوله لذا صدّره بالشك لمعارضته ما ذهب إليه ، وفي هذا كفاية لعدم اعتماد قولهم في معنى القنى وهو معتمد كل من جاء بعدهم في فهم وصف النبي صلى الله عليه وسلم للمهدي ، ووصف هند بن أبي هالة وابن مسعود للنبي صلى الله عليه وسلم ، بأنه أقنى الأنف !! .
والمفارقة العجيبة من كلام ثابت بن أبي ثابت في تفاسيره المنقولة أنه اعتمد شعر ذي الرمة ، قوله :
تثنى الخمار على عرنين أرنبة *** شماءَ مارنها بالمسك مرثوم
في الأرنبة دون ما سواها من القصبة والمارن ، وبيت ذو الرمة هذا إنما يفيد خلاف قوله وهو ظاهر ، وعليه اعتمد من قال أن المراد الأنف كله لإضافته للأرنبة .
ويشهد له أيضا قول رؤبة :
صَكَّي عَرانِينَ العِدى وصَتِّي *** حتَّى تَرَي البَيِّنَ كالأَرَتِّ
قال الأصمعي : الصت ، الصك . وقال غيره : الدفع . ولا وجه لهذا إلا أن يكون المراد الأنف كله لا الأرنبة دونه ! فهي لا تضرب لوحدها ولا معنى لطلب ذلك ، وفيه شاهد لما سبق من أن العرنين المراد به الأنف كله .
قال عبيد بن الأبرص :
ولقد أذعَرُ الوُحُوشَ ، بِطِرفٍ *** مِثلِ تَيسِ الإِرانِ ، غَيرِ مُذالِ
غَيرِ أقنى ، ولا أقَبَّ ، ولكِنْ *** مِرجَــمٌ ، ذُو كَرِيهـةٍ ، ونِقالِ
قال الأخفش الصغير في تعليقه على أبيات ابن الأبرص هذه : يقال ، فرسٌ ( أقنى ) بينُ القنَىَ ، إذا كان في عظامه انحناء ، وفي أضلاعه ! ، و ( الأقب ) : اللاحقُ البطن بالظهر . وإذا كان ذلك من ضُرٍّ فهو عَيبٌ اهـ (9).
قلت : أراد في خصوص أضلاعه استدارة وبروز من الجانبين كاستدارة قناة الماء ! ، والأفضل عندهم في الفرس انحناء الأضلاع قليلا المنافي للضخامة وهو دليل على الخفة وشدة العدو ، وهو المعنى الذي أراده الشاعر في مدح عَدْوَ فرسه .
فهذا ما قاله العرب وأرادوه في ذم الفرس بالقنى لا ما فهمه من فهمه ممن تكلم في معنى القنى ولم يصب .
وأنف الإنسان إنما وصف بالقنى لإرادة تشبيه استدارته بالاستدارة المعهودة كما في قناة الماء ، كذلك في استدارة عصا الرمح وبها سمي قناة ، قال ابن الأبرص في مدح فرسه :
فتَقِينِـي بنحرها وأقيها *** بِقَضِيبٍ من القنا ، غير بالي
وهذا كثير في كلام العرب وأشعارهم مما جرى فيه مثل هذا التشبيه ومرادهم المدح ، فما أكثر ما يشبهون بذلك لشرف السلاح عندهم ، كقول الطفيل بن عوف مادحا حصانه :
وأطنابه أرسان جرد ، كأنها *** صدورُ القنا ، من بادىءٍ ومعقَّبِ
قال الأخفش : كأنها يعني الخيل ، صدور القنا في ضُمرها وصلابتها . وإذا كان الصدر فهو كالقناة كلِّها .
قال عامر بن معشر وهو يمدح قنا قومه :
فألقينا الرماح ، وكان ضربا *** مَقِيلَ الهامِ ، كُلٌّ ما يَذُوٌُق
وجاوَزْنا المَنُونَ بغَيرِ نِكْسٍ *** وخاظِي الجَلْزِ ثَعْلَبُهُ دَمِيقُ
قلت : أراد توصيف ضخامة مقدم رمحه ( الخاظي : الغليظ ) فقال واصفا دخول ثعلبته بالجلز وهو أصل السنان : بـ( الدميغ ) ، والمعنى دخول طرف القناة ـ الثعلبة ـ إلى أقصى الجَلْزِ ، يريد إحكام تركيبُهُ ، واستدارة مقدمته مع ضخامتها بسبب تركيب السنان في أوله .
وبذلك يكون مقدم الرمح أضخم من وسطه وعاليته بسبب وجود السنان في مقدمته ، وبه شبه الأنف بأرنبته المستديرة ، فقال : أقنى الأنف . يريد هذا المعنى ! .
وقال الشاعر :
فرَّ ابـنُ قَهْــوَسٍ الشُّــجـا *** عُ بكفَفِّه رُمْح مِتَلُّ
يَعْدُو به خَاظِي الَبضِــيع *** كأنَّه سِــــمْــــعٌ أَزَلُّ
قال أبو علي القالي : خاظي البضيع ، أي كثير اللحم اهـ .
ومما يؤكد على أن في مثل هذا يجري التوصيف عندهم ما روي عن ابن الكلبي عن أبيه قال : اجتمع خمس جوار من العرب فقلن : هلُمْنَ نصف خيل آبائنا : .. فقالت إحداهن : فرس أبي حُذَمة ، وما حذمة ! إن أقبلت فقناةٌ مقوَّمة .
قال القالي : تريد أنها دقيقة المُقَدَّم ، وهو مدح في الإناث . قلت : وبصفة القناة يؤكدون على التوصيف إن في الغلظ ، أو في الدقة .
وقنة كل شيء أعلاه ، وقيل للجبل المنفرد المرتفع في السماء قُنَّة ! .
وكأنه أراد أيضا بوصفه بالقنى تأكيد المعنى من وصفه بـ( الأشم ) ! ، ولم لا وقد أوتي عليه الصلاة والسلام مجامع الكلام واختصر له اختصارا ، حتى أنه يطلق الكلمة على المسمى فيدخل تحتها معانٍ كثيرة جدا ، وهذا مشهور من كلامه عليه الصلاة والسلام .
ومثله قوله في صفة جبهة المهدي بـ ( الجلا ) وهو كما قالوا : انحسار الشعر من مقدم الرأس .
ومن شعر الحجاج :
أنا ابنُ جَلا وطلاَّع الثنايا *** متى أضع العمامة تعرفوني
أي المنكشف المشهور ، وليس ببعيد على جمع الكلم والمعاني لسيد البشر أن يكون هذا معني كذلك من وصفه ، كيف لا والقرآن العظيم يصفه في آيات سورة الدخان بـ : ﴿ رسول مبين ﴾ .
قال الأصمعي وابن أجلى مثله ، وأنشد للعجاج :
لاقوابه الحجاج والإصحارا *** به ابن أجْلَى وافَقَ الإسفارا
قال : ولم أسمع بابن أجلى إلا في بيت العجاج اهـ (10) .
هذا ما تيسر جمعه في هذا الباب فضلا من الرحمن الرحيم ، وله الحمد في الأول والأخير سبحانه لا إله إلا هو المتفضل بكل شيء .
* نشرت هذه المقالة في موقع المهدي بتاريخ 28/10/1424 هـ الموافق 22/12/2003 .
(1) رواه نعيم وأحمد وأبو داود والنسائي وصححه الحاكم وغيره ، عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا .
(2) رواه نعيم بن حماد والحاكم واللفظ له .
(3) الإختيارين (592) .
(4) خلق الإنسان ( ص 76 ) .
(5) قال أبو علي القالي : الأنزع من انحسر الشعر عن جانبي جبهته ، فإذا زاد قليلا فهو أجلح ، فإذا بلغ النصف فهو أجلى ، ثم هو أجله اهـ . ( المقالي 2/45) واستدل لذلك ببيت رؤبة نفسه .
(6) حكاه أبو إسماعيل القالي في أماليه ( 2/242) قال : والعرب تستحب القنا في أنف الناس .
(7) ذكره ابن كثير في الشمائل (ص30) .
(8) الإصابة (6/437) .
(9) الإختيارين (552) .
(10) الأمالي لأبي اسماعيل القالي (1/246) .
Powered by Backdrop CMS