فصل

السلفية وأمراء الطيالس أتباع الدجال *

 

 

 

المناسبة مأدبة إفطار في قصر " الوجبة " للعلماء والقضاة

 

والمشايخ بمناسبة رمضان . (الراية11/10/05)

 

 

 

وهذه الصورة أتت معبرة عن المعنى المراد بالمقالة ، وهي مثال تعبيري يتكرر بين الحين والآخر لما يقدمه من ولاء مستتب ودائم هؤلاء السلفيون الدجاجلة لأئمتهم ، فهم يسيرون للهاوية جنبا إلى جنب .

 

فأين هؤلاء المنافقين الأدعياء من سيرة السلف الصالح مع الولاة في زمانهم ، حين كانوا لم يبلغوا بعد ما بلغه ولاة هؤلاء الملاعين ولا يمكن يكونوا مثلهم أبدا ، ومع هذا انظروا كيف كانت سيرتهم معهم .

 

مثال على ذلك ما كان عليه سفيان الثوري رحمه الله : كان يشبه طعام الولاة في زمانه بطعام الدجال ! .

 

وعاب يوما الأوزاعي قوما يكونون مع الولاة فقال : كان سفيان يوما واقبل أحد الأمراء فقال : إن أعمالا جلبت علينا هؤلاء لأعمال سوء ! . ولولا أن تكون سبة ، ما صليت على من يأتي السلطان حتى يكونوا عبرة .

 

واشتهر من قوله رحمه الله : إذا رأيت القارئ على باب السلطان فاعلم إنه طرار .

 

وقال سعيد بن صدقة : قال لي يوما سفيان : يا أبا مهلهل ، احذر إتيان هؤلاء الأمراء .

 

هذا بالنسبة لسفيان الثوري .

 

أما لمن شدد بإتباع طريقته وآثر سلوك منهجه على غيره فأحمد بن حنبل رحمه الله تعالى وسيرته لا تخلو من بعض المواقف التي تكشف زيف هؤلاء الأدعياء الكذبة متفيهقة الدجل .

 

لكن قبل ذلك سأذكر لكم عجيبة من أبي أيوب حين امتنع من أكل طعام مأدبة عرس لولد ابن عمر رضي الله عنه ، وكان السبب سترهم للجدر " بجنادي خضر " .

 

انظروا هجرهم ولم يأكل لهم طعام ، صحابي لصحابي ، فكيف بحال هؤلاء ؟! .

 

قال يوما ابن أحمد بن حنبل لأبيه : إيش حجتك في ترك الخروج للصلاة ونحن بالعسكر ؟ ـ يريد بعد رفع المحنة عنه ـ فقال : حجتي الحسن وإبراهيم التميمي تخوفا أن يفتنهم الحجاج ، وأنا أخاف أن يفتني هذا بدنياه ( يعني الخليفة ) .

 

 وكاد يهلك وهو بالعسكر إذ امتنع عن أكل طعامهم .

 

 وأختم هنا بمناظرة حصلت ما بين الثوري وشريك :

 

قال سفيان له يوما : بعد الإسلام والخير صرت إلى الدخول في القضاء ؟ ، فقال شريك : لا بد للناس من قاضي .

 

 فقال سفيان : لا بد للناس من شرطي .

 

قلت : وكان ابن عمر يقول : الشرط كلاب النار .

 
 

 

 


 

* نشرت هذه المقالة في موقع المهدي بتاريخ 9/9/ 1426 هـ الموافق 12/10/2005 .