فصل

الثوري حين يكشف عن زيف الحنابلة *

 

رحمه الله تعالى من إمام كيف كان قوالا بالحق مجانبا لأهل البدع وجبابرة السلاطين .

 

سفيان مواقفه مشهورة في هذا الخصوص ، وكم كان فاضحا لحنابلة الوقت وهو في زمانه .

 

خذوا على سبيل المثال وهذه ممـا أرجـو أن لا ينساها إخوتنا حين يمر جـدال هؤلاء الكذبـة من القراء : حين يزعمون أن من السنة الدعاء للسلطان ، لا وبظهر الغيب إن لم يمكن بوجهه ! .


 وهذه هي التي أكثر بها حنابلة الوقت الضجيج ودلسوا الأشرار على الناس من شدة نفاقهم وحبهم الدنيا وأهلها ، والثوري رحمه الله تعالى قطع عليهم وهو من هو ، الأعلم بالسنة والأتقى ، ما حاججت به حنبليا أو جاميا إلا خصمته ، كيف لا ؟ ، وابن حنبل نفسه رحمه الله كان يتأسى به .

 

كان يقول رحمه الله تعالى : إني لأدعو للسلطان وأدعو لأصحاب الأهواء ، ولكن لا أستطيع أن أذكر إلا ما فيهم (1).

 

يرحمك ربي يا الثوري ما أبعدك عن نفاق الحنابلة .

 

ومما كان يذكر فيهم : أن طعامهم أشر من طعام الدجال ! .

 

وأني آكل طعام النصارى واليهود ولا آكل طعام هؤلاء .

 

وما خبرنا ابن عثيمين وابن باز وآل شيخهم البعيري واللحيدان إلا ممن يجلسون على موائدهم وعليها اللحوم والشحوم بكل أنواعها ، على وفق خدمة الخمس نجوم !! .


 ومع أن القراء في زمان الثوري لم يكونوا يفعلوا ما يفعله هؤلاء المجرمين في وقتنا من ولاء للسلاطين ، إلا أنه مع هذا كان شديد النفرة منهم والطعن بهم .

 

رحم الله الثوري لقد آتاكم حجة كسف وجه الحنبلي أو الجامي ، فمن قال الدعاء للسلطان من السنة ، قولوا وذكر ما فيه سنة كذلك ، وأنتم لا تقولون الحق أين ما كنتم .


  

 


 

* نشرت هذه المقالة في موقع المهدي بتاريخ 26/12/ 1426 هـ الموافق 26/1/2006 .

(1) رواه علي بن الجعد في مسنده ( ص 282 ) .