الطرب عندهم في أزهى عصوره
وكما ذكرت سابقا يتحرى هؤلاء من شدة فسقهم وكفرهم ، أعياد الله تعالى الكبرى ، وكلما أتاهم عيد من أعياد الله ازدادت فتنة الناس فيهم مما يبثون من ألوان الأباطيل ، وتشكيلات جديدة من شتى الغناوي والمعزوفات الحرام ، مما يعده هؤلاء على ما مر في هذا الخبر أنه ( هدية عيد الفطر ) لمشاهدي " إم . بي . سي " إحدى أشنع وأكفر قنواتهم السعودية ، بوجه نفاقي متخف ، لكن العارفين يعلمون يقينا لمن ترجع هذه القناة الخبيثة .
ومن المساهمين في حفلهم هذا المرتد المنافق ابن المرتد المنافق أصيل ( ابن أبي بكر ) اليماني الأصل ، والذي تمنى : أن يتكرر مثل هذا الإحتفال ، حتى يكون في كل مناسبة ، لما لها من تأثير إيجابي في التواصل بين الفنان والمشاهد ، والفنان وزميله في دول مجلس التعاون .
عودة إلى جوقة الملحنين والشعراء ، كتاب ما تغنيه المطربات والطربانين الفلتانين عن كل دين وملة ، إلا ملة الهوى وإتباع الشيطان والأمراء .
يقول أحدهم : نحن نعيش أزهى مراحل " دلع " الأغنية الخليجية ، ولا أنكر أن هناك دخلاء أتاحت لهم علاقاتهم الشخصية ، أو حالتهم المادية الميسورة ـ يقصد بعض الأمراء وهم من أشهر كتاب أغاني المغنيات والمغنين اليوم ـ من التربع على أعلى مراتب الأغنية ، لكن هؤلاء الدخلاء يجب محاربتهم من قبل الجميع ، فالمطرب عليه ألا يغني لملحن أو كاتب يتعامل مع الفن " بفلوسه " ! ، لكن المؤسف أن مطربين كبارا يسلكون هذا المسلك ، وعندما نسمع بذلك علينا أن نوقن أن هذا المطرب مدفوع إليه .
وقال المغني الحريبي : علينا أن نعطي الفرصة لكل من يعتقد أنه يملك موهبة الغناء اهـ (1) .
قالوا في مدحه : رددت كلمات قصائده وأغانيه العديد من ألمع نجوم الغناء .
وتبجحت الجريدة بخبرها هذا فقالت : التقى أخيرا بمحبيه ومريديه في الأمسية الشعرية الأولى بالرياض ، حيث قدم مجموعة كبيرة من القصائد والأغاني .
وعددت الجريدة من ذلك :
ـ اختلفنا و مهما يقولون ، غناها محمد بن عبده .
ـ خير ان شاء الله وما أنت رايق ، غناها عبد المجيد .
ـ وتفنن وأغلى حبيبة ، غناها راشد الماجد اهـ .
وهكذا لما طردهم فيصل وكبار أسرتهم خشية أن يتقاتلوا على الملك إلى التجارة ليلتهوا عن الملك وساحرية جذبه ، ضربت أفرع هؤلاء في الأرض نهبا لأموال الناس وكسبا للحلال والحرام ، حتى اشتهر بعضهم بتجارة الرقيق الأبيض ، وبعضهم بالمخدرات ، وآخرين بالعقارات الداخلية ، وغيرهم بالعالمية .
فانصرف منهم من انصرف لهذه المهنة الإعلامية يتسلون ، مثل ما يتسلى الصائد بالصقور وبمطاردة ( السلق ) ، انصرف هؤلاء من أصحاب الابتسامات النسائية ، في تلك البراطم الناعمة ولا أبسم من ملكة جمال لبنانية ، إلى الشعر الغنائي فصاروا بوقا للشياطين الإنسية ينفثون فيهم روح الاستحلال والمجون ، بكلمات معسولة يرددها كبارهم وصغارهم ، مفتونين نسأل الله تعالى السلامة من شرورهم وجهالاتهم ، إنه القادر على كل شيء ، فمن أزال مكر أباطيل الأمم السابقة وكفرهم وفسقهم ليس بعاجز عن أن يزيل هذا الباطل وأهله ، المستشري والجاثم على أكتاف هذه الأمة المنكوبة بهؤلاء .
دخون وما أدراك ما دخون ؟ ، قالت جريدة الخبث الاستحلالي وهي تروج لكفرهم هذا بأنها ، أغنية أطل بها مغنيهم ( عبادي الجوهر ) كالمطر الهتان بنغمات دافئة ليعطر الأجواء برائحة ( دخون ) وهو مسمى إنتاجه الأخير ، والذي حقيقة عطر أجـواء الأغنية بأجود الكلمات وبأعذب الألحان .. اهـ .
هكذا زعمت بتشدق تلك الجريدة الملعونة في مدح هذا الكفر ، وبالطبع ليس المراد سواد عيون عباد هنا ، بل كاتب تلك السحرية ، الأثعبان وفي عش الارتداد لباد ، أميرهم ( ابن مساعد ) .
ولم تنسى الجريدة طبعا سائر روائعه لتثني عليها مثل ، ( البراز ) ! عفوا يعنون ( البرواز ) و ( تعالي ) ، تلك القصائد التي كون لنفسه فيها مكانة كبيرة في فترة وجيزة ! على حسب دعوى أمه الجريدة .
كونت تلك القصائد له مكانة كبيرة في فترة وجيزة تقول الجريدة : مع ما يتميز به هذا الشاعر الأمير من دراية موسيقية أظهرت في أعماله الكثير من الرقي الفني اهـ (2) .
وهكذا تمضي لعبة الأمراء الجدد مع الملحنين والمغنين ، في زوبعة استحلال ما حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وسط هذا الطوفان الشرِّي المستشري ، ولا وازع من ضمير ، ولا ناه ٍ حنبلي ، ولا سلطان قدير تقي بين كومة الخبال والارتداد هذا العريض ، يخشى الله في رعيته يمنع لله ويأخذ لله ، فضاعوا وضيعوا وإلى الله المصير .
وتستعرض هي الأخرى ( عكاظ ) في هذا الباطل وتقدم ما بحوزتها من مجون وجنون كفري استحلالي وتقول :
سبق لوردة أن شدت بأعمال سعودية الكلمة واللحن مثل ( مقادير ) من كلمات الأمير الشاعر محمد عبدالله الفيصل .
وبأغنية ( موكب الصبر ) من كلمات الأمير بندر بن فيصل اهـ (3) .
وهكذا الربع سائرون على طريق استحلال المحارم ، شاعرهم يكتب ليلحن ملحنهم ، ومن ثم يغني مغنيهم على أنغام المعازف الحرام ، ويختم ذلك بترنح الراقصين ، ويتمايل مخنثو الرجال من على المدرجات ، وأشرفهم من ينتقب بشماغه حياءً من الناس والكاميرات تخفيا ، والله أعلم بهم لا تخفى عليه منهم خافية .
وهكذا أنشأوا أجيالا ما أبعدها عن الإسلام وأحكام شريعته ، يزيدون بذلك في الباطل والمنكرات عليهم من المولى ما يستحقون .
--------
(1) الرأي العام الكويتية ( 10962 ـ 26/6/1997 ) .
(2) الرياض ( 9597 ـ 3/10/1994 ) .
(3) جريدة عكاظ ( 10329 ـ 15/6/1415 ) .