من أدلة إرسال المهدي الشرعي في السنة
ومن أدلة إرسال وبعث المهدي من الله تعالى وفق السنة قال عليه السلام مستدلا بالتالي : وأما السنة فكما ورد في حديث علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجـلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا ) . وإدخال اللام هنا على ( بُعث ) لتأكيد تحقق البعث من الله تعالى ، وهذا من لطائف التأييد هنا .
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يصيب الناس بلاء شديد حتى لا يجد الرجل ملجأ ، فيبعث الله رجلا من عترة أهل بيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ) .
وقال ابن عباس رضي الله عنه : إني لأرجو أن لا تذهب الأيام والليالي حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاما شابا حدثا ، لم تلبسه الفتن ولم يلبسها يقيم أمـر هذه الأمة .
فهل ابن عباس كافر على وفق مذهب الحميد ومن على شاكلته لاعتقاده الإرسال والبعث بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، لا شك أن الحميد كافر بالله العظيم لا ابن عباس المؤمن بأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وليستنجد الحميد بمن شاء من حنابلة السفه ، هل هم مخرجوه من هذه الورطة التي أوقع نفسه فيها ، فإن البعث كما عرف في لغة العرب معناه الإرسال وقد أضيف على ما ورد في هذه الأخبار إلى المولى تعالى ولا يكون على هذا الوجه إلا وهو البعث والإرسـال الشرعي كما قال تعالى عن نبيه : ﴿ هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ﴾ أي أرسله فيهم . قال في المختار : بعثه وابتعثه أي أرسله .
وفي الصحيحين عن حذيفة قال : جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ابعث إلينا رجلا أمينا ، فقال : ( لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين ) قال : فاستشرف لها الناس . قال : فبعث أبا عبيدة بن الجراح . وفي صحيح مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال لي علي : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ، فأمرني ألاّ أدع قبرا مشرفا إلا سويته ، ولا تمثالا إلا طمسته .
وغير هذا كثير مما يفيد أن البعث والإرسال معناهما واحد ، ومن رام دفع دلالة سورة الدخان عن إرسال المهدي آخر الزمان كأبي حصان هذا ويركب الجهالة عنادا كما فعل فليذكر دائما وأبدا أن بعثه وإرساله نص عليه كذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخباره ، ومن فرق مـا بين الكتاب والسنة لا جمع الله تعالى عليه أمـره وشتت عليه مجتمعه ، وأما من كفر باعتقاد ذلك فعليه لعنة الله إلى يوم الدين ، فهو تكذيب لخبر الله ورسوله وتكفير لما يحب الله ورسوله اهـ . ( المرجع السابق )
Powered by Backdrop CMS