في هذا الفصل الأخير الذي قررت فيه إنهاء ردي على هذا الجاهل الضال , تعجلاً مني لقطع وإنهاء الاسترسال خلفه واستقصاء كل ما أورده عليّ , ولو عمدت إلى التفصيل لرد كل ما قرره لطال بي المدى مع هذا القصيمي التائه , خصوصاً مع أن هناك من يتلهف ويتعجل في كشف ضلاله وكذبه للكثير من أهل الجزيرة حتى لا ينخدع برده غافل أو يغتر به جافل .

      وجعلت الكلام في هذا الفصل على قسمين :

القسم الأول خصصته في رد جهالاته على وجه الاختصار فيما تبقى من كلامه على الأدلة الشرعية النقلية المتعلقة ببعث المهدي وأمره , وكل ما سيأتي بهذا القسم والذي يليه يعد تابعاً للأصل الذي سبق وقررت الكلام فيه رداً على جهالات الحميد وكذبه في دعوى إبطاله للحق الذي أتت به الدعوة المهدية , وهو اعتقاد إرسال المهدي من الله تعالى والوحي له .

       أما القسم الثاني من هذا الفصل فخصصته للكلام والتعليق على ما أكثر الكلام فيه مما ذكرته من وقائع وجودية يُعتقد بتعلقها ببعث المهدي وقد بسط الكلام فيها في كتابي : ( رد فرية الجاني ) وكتاب : ( تعبيد الموارد للوقوف على حقيقة منافق الخوالد ) .

القسم الأول : قال الحميد تعليقاً على حديث عبد الله بن عمر قوله : كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس , فقال قائل : يا رسول الله وما فتنة الأحلاس ؟ قال : " هي هرب وحرب , ثم فتنة السُّرى دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني , وإنما أوليائي المتقون , ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع , ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت , يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً حتى يصير الناس إلى فسطاطين , فسطاط إيمان لا نفاق فيه , وفسطاط نفاق لا إيمان فيه , فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده( 1 ) .

 فعارض هنا الحميد بغباء وأتى بما يدل على جهله وعناده وأنه معرض لمجرد المعارضة ولو اضطره ذلك للإتيان بأقوال تحسب عليه عند كل عاقل مدرك لأدنى مراتب التحقيق العلمي بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاني آيات الكتاب العزيز , فزعم هنا أني حرفت قول الرسول صلى الله عليه وسلم في هـذا الحديث : ( وفتنة السرى ) . للسريان , قال عني : لمجاراة دعواه , وهو على استعداد تام لصرف معاني آيات القرآن لغرضه والأحاديث والمنامات والحوادث الواقعة , هذا ظاهر في كتاباته وهذه جرأة عظيمة عواقبها وخيمة اهـ ( 2 ) .

ثم لم يزد هذا الضال بعد أن اتهمني هذه التهمة الوقحة في الكذب على أن نقل قولي الوارد في شـرح هذا الحـديث من كتابي ( وجوب الاعتزال ) : وقد تصحفت على الرواة فدونوها بالسراء وليس الأمر كذلك , ولا معنى لذلك اهـ ( 3 ) . وهنا والله ليشتد عجبي من هذا الغبي على هذا الاستدراك وكأنه موقن أن ليس هناك من يقرأ ويحقق إلا هو , وأغرب شيء هنا في كلام هذا الأحمق أنه يعنون في كتابه هذا الفصل هكذا : فتنة السرى . ثم ينقل لفظ الحديث ويقيده بهـذا اللفظ : فتنة السرى . ثم يقول ما يقول ويزعم أني محرف , وهو لم يقدم تحقيقا ولا تفصيلا , بل يبدو أنه لم يرجع لا لأصل الحديث ولا لغيره إلا لكتابي ومع هذا فهو بقوله عريض الدعوى كاذب الفحوى ما قدر على التفريق ما بين كلمتين : السرى والسراء ( 4 ) .

ولا أبالغ أو أكذب إذا قلت قد حققت تخريجا علميا وشرحا وافيا لهذا الحديث بكل أمانة وصدق مع الله تعالى ومع خلقه ولا أستحق فيما قمت به من ذلك ما ذكره بحقي هذا الضال المضل , ولولا عمى بصيرته وقبح سريرته لشكرني بدلا من قوله بالكذب والجهل في ذلك .

 ويعلم الله تعالى أن قولي في الحديث ما هو إلا طلبا مني بكل صدق مع الله لتصديق نبيه عليه الصلاة والسلام في خبره وما قولي في الحديث إلا ليقيني الراجح أن هذه الفتنة هي التي نص على خبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بغض النظر عن تعلقها ببعثي , وقد ينتهي لمثل يقيني هذا أيُّ دارس لهذه الفتنة ولو لم يدعِ أنه المهدي , كصاحب كتاب القول المبين في الأشراط الصغرى حين قال بخصوص هذه الفتنة : فتنة ( السراء ) أو المال والكنوز والخيرات ولم نرَ من تكلم في شرح هذه الفتن لا قديما ( 5 ) . ولا حديثا مكتفين بذكر أسمائها وصفاتها ، وذلك أنها ما وقعت وتكاملت وأعلنت عن نفسها إلا في أيامنا . ثم خلص المؤلف إلى أن فتنة ( السراء ) بدأت بغزو العراق للكويت ، وذلك والله أعلم للآتي :

أولا : أنها فتنة سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة (السراء) وقد كان غزو العراق للكويت سببه المال والكنوز وبترول الكويت (السراء) .

ثانيا : أن المتسبب فيها هو صدام حسين وهو رجل يزعم أنه من أهل البيت وليس هو كذلك ( 6 )

أقول : هذا رجل من المعاصرين اعتبر الأوصاف المذكورة في هذا الحديث واجتهد فأنزلها على هذه الفتنة واعتقد مطابقة تفصيل ما جاء في الحديث لأحوال هذه الفتنة والنازلة العظيمة وهو لم يعتقد بنفسه أنه المهدي فهل يتهم هو كذلك عند الحميد بما اتهمني به ، أم أن الحميد بيده أن يمنع المسلمين من تصديق أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتصديقه إيمان يجب على كل مسلم تصديقه فيما يقول وأنه لا يخبر إلا بالحق .

وكل ناظر لأحوال فتنة صدام ممن سلمت بصيرته من ظلمات جهل الحميد وأمثاله لا محالة سينتهي إلا أن هذه الفتنة هي المرادة بحديث عبدالله بن عمر هذا وإن جهل وجحد الحميد هذا وغيره فليس عند هؤلاء إلا الجهل والجحد الكاذب ، ولا مقولة حق وصدق لهم في هذا الحديث ولا يدرون متى يتحقق فهم مكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الصحيح ، وإن كانوا يصدقون بتحقق هذا الحديث إلا أن ذلك سيكون في المستقبل الآتي فرجاؤهم وظنهم هذا كاذب ، وإن كانوا موقنين بهذا فليذكروا إن كانوا صادقين ما الضابط في تيقن تحقق تأويل هذا الخبر , وهم مع كل ما حف بهذه الفتنة الصدامية ويشهد له الحديث ونص على ذكره , وتحقق في عالم المشاهدة كما ورد في الحديث , ومع هذا أنكروا تحقق تأويله وشنعوا على من صدق تحققه , فما الذي سيتحقق أكثر من هذا في فتنة آتية فيصدقوا بذلك , لا والله ما هم إلا كذبة مكذبين لأخبار نبينا عليه الصلاة والسلام , وقد أتيت في كتابي الكبير ( وجوب الاعتزال ) بشرح وافٍ وتفصيل كافٍ في صحة وصدق القول بتعيين فتنة صدام أنها هي الفتنة المرادة في هذا الخبر وغيره ومع هذا جحد ذلك كله هذا الملعون الكذاب من غير خشية من الله تعالى زاعماً انفرادي بهذا التعيين قاصراً الحديث على دعواي , وها هو هذا المصري وغيره كثير لا يستبعدون بل يعتقدون ويوقنون أنها الفتنة التي نص عليها هذا الخبر . وقد قال غيره بتأويل الأحاديث على فتنة صدام العراق في الخليج منهم محمد عزت عارف ( 7 ) , ومحمد عيسى داود ( 8 )وسعيد أيوب ( 9 )فهل هؤلاء جميعاً وهموا وضلوا ولهم مقاصد سوء وكذب والحميد هو البار الصادق , لا والله هؤلاء اجتهدوا لتصديق أخبار نبيهم والحميد ما عنده إلا الكذب والتكذيب المجرد , ومن قال بتحقق تأويل هذا الخبر فهو أصدق من الحميد وأتقى لتصديقه خبر الرسول صلى الله عليه وسلم  .

       وقول الحميد عني في هذا الحديث : ويسميها هو فتنة السريان لسريان جيش صدام العراق بليل على أهل الكويت , فحرف السرى للسريان لمجاراة دعواه اهـ ( 10 )

كذب بارد وجهل من هذا الضال المضل , ولم يقل أعمى البصيرة ما فهمه هو من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما دون في رده هذا قوله : فحرف السرى للسريان . فهل يرى اللفظة في الحديث : هي السرى أم السراء ؟! . لم يفصح ويفصل في هذا ليستر على جهله لعدم قدرته على المجاراة بالتحقيق والتفصيل على ما ورد في الأخبار .

 وما أتى هنا إلا على عادته بالتهويل والأكاذيب المجردة يخادع ضلال وعميان ! الجزيرة , فالخبيث يعلم أن بعض رؤوسهم عميان برؤوس صلبة لن يتمكنوا من القراءة لتتبع مدى ثبوت دعاواه , وهم في الحقيقة لا رغبة لهم في سماع هذا الأمر أصلاً أبداً , فهم عميان العيون والقلوب على السواء , وجاء الحميد مع هذا الواقع التعيس الكئيب يخادع ويكذب فأين لمثل هؤلاء إصابة الحق وهم بهذا الحال , أبداً لن تجدهم إلا ضلالاً تعساء في واقعهم هـذا البائس كثير العميان ! .

       ولفظ الحـديث في سنن أبي داود ورد فيه أن اسـم الفتنة : ( السراء ) . وفي كتاب العلل لابن أبي حاتم هكذا : ( السرا ) . أما الحاكم فرواها على الشك من بعض رواته فقال : ( السرى أو السراء ) . ولا أدري أين التحريف الذي وقع مني إذ ترجح لدي لفظة السرى مع أن لغة أهل الحجاز نطقها بالألف , قال في المختار : جاء القرآن بهما جميعاً , يريد بالياء والألف , ومن أصرح معاني هذه الكلمة في لغة العرب وأشهرها أنها تدل على السريان الذي لا يكون إلا بليل , قال تعالى : ﴿ فأسـر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ﴾ ( 11 )  . وقال تعالى : ﴿ فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون ﴾ ( 12 ) . وقد جاء واقع حال فتنة صدام العراق أنه حقق غزوه الكويت ليلاً بجيش عَرمْرَم , ولم تنفرد هذه الفتنة بتحقيق هذا من الحديث فقط بل صارت معركتهم تلك سبباً لإثارة الدخان المبين الذي نص على خبره القرآن والسنة , كما أن صدام بنفسه قائد تلك الفتنة انتسب إلى آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم , أما خصمه من آل الصباح فمع أن صدام سلبه حكمه عاد إليه حكمه فيما بعد متصالحاً عليه وراضياً به كل من العجم والعرب النصارى واليهود , والكثير الكثير من أحـزاب الدول والشعوب طالبت بعودته , كما أن البدو والحضر السنة والرافضة من أبناء شعبه طالبوا ورضوا بعودته وتحقق بهذا ما ورد في الحديث قوله : " ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع " وأتحدى الحميد أن يجد في غير كتابي هذا التفسير لهذا الحرف ولن يجد أبداً , ومعناه جلد على هيكل ، كهيئة الضلع منحنياً يكاد أن يصل أنفه إلى سُرَّتِهْ .

فماذا يريد الحميد أبى حصان أعمى الله بصيرته بعد هذا ، أن نكذب أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم التي نص على أنها كائنة في الأمة بعده   , من أجل ماذا لفهمه العظيم الباهر , أبداً لقد ثبت أنه غبي جاهل ضال متخرص محرف لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم  جاحد لصدق تحققها عامله الله بما يستحق , إنه شرير مراء ولو كان صادقاً بزهده طالبا وجه ربه بذلك ومرضاته لعرف عنه إعلان توحيد الله عز وجل وجهاد المنافقين الذين ملئت منهم الدنيا والنبي صلى الله عليه وسلم  يقول : " من جاهدهم بيده فهو مؤمن , ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وما وراء ذلك حبة خردل من إيمان " ( 13 ) .

وما أرى الحميد إلا معدوماً من الإيمان شيطاناً أخرساً , فما بلغني عنه مجاهدة للكفار ولا لمنافقي عصره من ولاة الشر , إنما جهده وقرنه في وجه المهدي قبح الله تعالى الحميد وخيب مسعاه .

       وقال أيضاً أبو حصان جاحداً عليَّ وعلى واقع هذه الفتنة بقوله : وفسر الهدنة التي تكون على دخن كما ورد في الحديث فسرها بإشعال صدام النار في آبار البترول ثم لا يعتمد على كلام شرّاح الأحاديث من السلف إذا خالفت مطلبه , بل إنه في مواضع يطعن على السلف لأجل كلامهم في الأحاديث والقرآن على خلاف دعواه . قال : وكلمة دخن الواردة في الحديث أكثر القول فيها وأن المراد بذلك دخان بترول الكويت وقصده التمهيد لمهدويته المدّعاة الباطلة . ثم نقل كلام ابن الأثير قوله : شبهها بالدخان المرتفع . فقال الحميد : أنظر قوله : شبهها بالدخان المرتفع , يعني أنها في ظهورها وإثارتها وما يحصل فيها من الاختلاف تشبه الدخان , ومن  طبيعة الدخان حجب الرؤية أو إضعافها وهذا الذي يقع في الفتن .. ولو كانت كما يزعم اللحيدي لقيل : علامتها الدخان ونحو ذلك , أما قوله : " هدنة على دخن " , " دخنها من تحت قدمي رجل " فلا يفهم منه الدخان بهذا التصريف بل يفهم منه الدغل والفساد الذي في القلوب  ( 14 )

أقول : من مقدمات هذا الجاهل لما قرر هنا , أني لا أعتمد على كلام شرّاح الحديث من السلف إذا خالف مطلبي , وأني أطعن على السلف لأجل كلامهم في الأحاديث على خلاف دعواي ، وهذا من أقواله الخبيثة وتعميماته الملبسة التي عودنا عليه في رده , ولا تجده عند التحقيق إلا سراباً لا حقيقة له إلا في مخيلة هذا الجاهل مطموس البصيرة , وهو لم ينقل ولا مثالاً واحداً على دعواه طعني على السلف وذلك لأنني لم استدرك على أحد إلا وقدمت برهاني على صحة استدراكي مع تبجيلي للمستدَرك عليه وحفظي لعظيم منزلته ولذا ترى هذا اللعين يعتمد هنا التعميم تهويلاً على الجهال وصداً عن سبيل الله عز وجل .   

أما دعواه عدم اعتمادي على كلام شرّاح الحديث فهو كاذب بهذا عليّ كذباً صريحاً ومن طالع كتبي يجد ما يثبت كذب هذا الحميد الذي لا يستحي من الكذب ونسبته لغيره , وهو ثابت عليه الكذب في أكثر من موضع في رده عليّ , وهو في الحقيقة لا يريد رجوعي إلا إلى قوله هو وفهمه هو لا يريد كما زعم  رجوعي لكلام شرّاح هذا الحديث , وحقيقة أمره أنه جاهل في كلام شرّاح هذا الحديث كليل كسيح في تحقيق أقوالهم , ومما يدل على جهله بهذا الباب الآتي :

       أولاً : قوله عن ابن الأثير : ( انظر قوله : شبهها بالدخان المرتفع ) اهـ .

وهذا منه تقليد أعمى و إنزالاً لقول ابن الأثير منزلة كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الذي لا يرد قولهما إلا من هـو ظالم لنفسه , وهذا ديدن المقلدة أخزاهم الله تعالى يعطلون العقول وينزلون كلام مشايخهم منزلة يتعطل بسببها الإيمان والعقل , وابن الأثير بنفسه لو أدرك ما أدرك هذا الضال لعرف حقيقة تأويل هذا الخبر ولما حمل الدخن هنا على المجاز بل الحقيقة . وقد جاء عند نعيم في خبر فتنة السرى فتنة صدام العراق قوله : ".. يخرج دخنها " (15) . وهذا يشهد لما قررت أن المراد بالدخن الحقيقة لا المجاز . ثم إن القول بأن المراد بذلك التشبيه بالدخان وليس المراد به الدخان الحقيقي إنما قلد بذكر هذا ابن الأثير الخطابي رحمه الله تعالى ذكر هذا عنه في الحديث البغوي في شرح السنة ، وهو أقدم من نقل عنه هذا التفسير المحمول على المجاز لا الحقيقة , وممن قلده في ذكر هذا التفسير في الحديث البغدادي رحمه الله تعالى في الفقيه والمتفقه , ومن الخلل في الضبط عزو هذا التفسير لابن الأثير وهو قول الخطابي , وهذا مما يدل على جهل الحميد وعدم ضبطه حتى أنه لا يعزو الأقوال لأصحابها .

وأقول هنا : بما أن هذا التفسير ثبت أنه قولاً للخطابي فأنا لست معذوراً بتقليد الخطابي ولا ملزماً به ولم ينزل عليّ ولا على غيري بالقرآن والسنة وجوب تصديقه بما قال وأني آثم إذا لم أقل بقوله ولا يقول ويعتقد هذا إلا هذا الحميد الضال وأمثاله من مقلدة الحنابلة السفهاء . والخطابي لم يدرك ما أدركناه , ولو أدرك لعله يصدق القول بأن هذا الدخان وهذه الفتنة هي المرادة بالخبر ولعله سيسفه رأي الحميد ويتبرأ منه .

       ثانياً : الخطابي نفسه عنده على ما يبدو مشكلة في فهم النصوص المتعلقة بالدخان آخر الزمان ومخالفته للجمهور في قصة ابن صياد معروفة مشهورة حين قال له رسول الله صلى الله عليه وسلمإني قد خبأت خبيئاً , فقال ابن صياد : هو " الدُخّ , فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : اخسأ فلن تعدو قدرك " . قال النووي : قوله ( الدخ ) هي لغة في الدخـان , امتحنه النبي صلى الله عليه وسلمبإضمار قوله تعالى : ﴿  فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ﴾  والجمهور على أن المراد بالدخ هنا الدخان وأنها لغة فيه , وخالفهم الخطابي فقال : لا معنى للدخان هنا , لأنه ليس مما يخبأ في كف أو كم , بل الدخ بيت موجود بين النخل والبساتين . قال النووي : الصحيح أنه أضمر له آية الدخان (16). 

قلت : أضمر له آية الدخان , والمعنى عظيم في إضمار هذه الآيات من دون آيات القرآن الأخرى , لأنه من التأويل الفاصل بين الحق والباطل الذي أضمر فيه الجزاء العظيم لأهل الشر , والعطاء الوفير لأهل الخير . ومثلما خالف الخطابي الجمهور في فهم تأويل هذا الحديث , أنا أخالفه في فهمي كلمة الدخن الواردة في حديث ابن عمر , ثم ماذا , ليمت الحميد بجهله وغيظه , وعلم الله تعالى وكل مؤمن مخلص منصف وقف على كلامي بشرح هذا الحديث إلا وجده أحق بالحق من جهالات الحميد ومعمياته .

أما قوله أني لا أعتمد على شرّاح الحديث فهو من كذبه البارد عليّ , بل والله إني أعتمد على كلامهم إذا ما أصاب الحق أما إذا خالفوا فلا تقليد عندي ولا كرامة لقولهم حينها ولا حرج أجد في نفسي أن أرد قولهم بالحجة والبرهان , ولي عناية فائقة بالإحاطة بأقوالهم وتزييفها وتمييز الخطأ من الصواب فيها , ما لا يدركه الحميد ولا يقدر على مثله , وليس أدل فى ذلك من شرحي لهذا الحديث بعينه حين نقلت في كتابي ( وجوب الاعتزال ) ( 17 ) تأويل الحديث نفسه من أعلى راوٍ له في سلسلة سنده وهو العلاء بن عتبة وإنزاله الخبر على بني العباس , وقد بينت هناك وجه خطأ هذا التأويل فليراجع كلامي هناك ليعرف طالب العلم المخلص من أحق بالكلام على أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم ومعرفة وجه التأويل فيها أنا أم هذا العتل الزنيم . والحاصل أن قول المصطفى صلى الله عليه وسلم بالدخن في حديث ابن عمر هذا وقوله في حديث حذيفة : " هدنة على دخن " . وما ورد من إشارة إلى ذلك في حديث ابن صياد كله يُعَد في ذكر هذا الدخان الحقيقي الذي ثار في فتنة صدام ، دخان حقيقي وهو الذي نص على خبره القرآن والسنة وأنه من أشراط الساعة . ومن قال بالمجازية في فهم تلك الأحاديث أخطأ ولا شك , فليس من المعقول أن يحمل كلامه في كل هذه الأخبار على المعنى المجازي ويترك الدخان الحقيقي وتمنع الأخبار من الدلالة عليه , وهذا غير معقول ولا يعده معقولاً إلا هذا الأحمق وأمثاله لأنهم يكرهون تحقق التأويل لِمَا استقر في نفوسهم من نفاق يتهيبون بسببه مواجهة الأمر , وما تَمْنِيةُ أنفسهم بتحقق التأويل على فهمهم إلا أماني كاذبة وتحريفات باطلة لا حقيقة لها في ميزان الحق والواقع , وما هي إلا مثل زيوف اليهود والرافضة قالوا بالتأويل إلا أنه تأويل باطل لا حقيقة له .

ومن جهل الحميد وظلمه أنه وهو يرد قولي هنا في هذه الأخبار أعرض صفحاً قبح الله تعالى وجهه عن جميع الأحاديث والآثار التي نصت على عمد النار التي ستخرج من المشرق وما أعرض عن ذكرها إلا لشهادتها لما قلت هنا , وقد ذكرتها في كتابي ( 18 )وبينت أنها مصدر الدخان , فترك ذكرها هذا المراوغ المتحكم ما يدل على أنه ضال مضل قاصد مجرد الإنكار ولم يعمد لطلب الحق وتبين الفرقان .

وقال الحميد أيضاً تعليقاً على حديث عبد الله بن بسر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليدركن الدجال من رآني " , وحديث أبي عبيدة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لعله سيدركه من قد رآني وسمع كلامي " . وأنكر استدلالي بهذا على عودة المصطفى وشنع عليّ ورماني بما هو أليق به لا بي , هذا الزائف الجاهل واتهمني بأني لا أرجع إلى كلام السلف وشرّاح الأحاديث هنا أيضاً وهو كاذب أخزاه الله تعالى في هذا ولم يذكر دليلاً واحداً على صدق قوله في الطعن لأن هذا الناقص القاصر الزائف لم يجد , وقال هنا : لا يفهم من هذه الأحاديث إلا تقريب أمر الدجال لتحذر الأمة شره (19) .

أقول : لنرى من يرجع إلى كلام السلف وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل العلم هنا أنا أم هذا الضال المضل الكذاب . وأول ما يفضحه ويكشف زيفه بادعاء المرجعية أن هذا الحديث المروي عن عبد الله بن بسر ورد بلفظ آخر غير الذي ذكرته وهو قوله : " ليكونن قريباً من موتي " ( 20 ) . ومعناه قريباً جداً من قوله في حديث أسماء بنت يزيد الأنصارية : " إن يخرج وأنا حي فأنا حجيجه ( 21 ) وهذا كله من باب التورية اللطيفة الذكية , فهو غير شاك هنا عليه صلوات ربي كلها أبداً إلى ما لا نهاية في إدراك الدجال ومعرفة عين زمانه , ولو كان الأمر على ما هو عليه هذا الضال أبي حصان في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعود لكان من المقطوع به أنه لن يكون قريباً من وقت الدجال فضلاً عن أن يدركه , وإنما خرج منه كل هذا مخرج التلميح لعودته من غير أن يصرح به ويكون الأمر مكشوفاً .

وهذا كما قلت سابقاً ما دعى الصحابة باعتقاد أن الذي يقتله الدجال هو عمر ليقينهم بكلام رسول صلى الله عليه وسلم  هنا وأن أمر الدجال قريب جداً , وقد وهموا في هذا وبان أن للأمر مدة بعد , وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : " ليكونن قريباً من موتي " . يفضح فيه هذا السفيه حين قال : لا يفهم من هذه الأحاديث إلا تقريب أمر الدجال لتحذر الأمة شره ، ويمنع هذا الفهم قوله : " ليكونن قريباً من موتي " . وذكره احتمال إدراكه كما مر معنا لفظ حديث أسماء مما يبطل قول هذا الجاهل , وأن الأمر إنما قاله على سبيل الحقيقة لا مجرد التقريب .

ومما يبطل قوله هنا أن ( لعله ) في كلام العرب إنما معناها الترجي والتوقع , الترجي في المحبوبات , والتوقع في المحذورات , وهنا لو كان من الاستحالة إدراك رسول الله صلى الله عليه وسلم لعصر الدجال وعودته آخر الزمان لما صح استخدامه لهذه اللفظ هنا البتة , فقد أوتي مجامع الكلم واختصر له اختصاراً صلى الله عليه وسلم فله العناية والقدرة المطلقة في استخدام الألفاظ المناسبة للمراد , ولو لم يكن إدراك من رآه وسمع كلامه معقولاً هنا لما كان صادق بقوله هذا وحاشاه عليه الصلاة والسلام ، والخبر خرج على الحقيقة ومعناه مما خفي على هذا الضال القصيمي وأمثاله , والصحابة أدركوا المعنى من كلامه وأخذوه على ظاهره حتى ظنوا ما ذكرته عن عمر آنفاً .

وكم كان خير لهذا الدجال الكذاب لو أنه قال بضعف حديث عبد الله بن بسر وأبي عبيدة ولم يقل مـا قال إلا أن للجهل أهل وأثقال ، وللعلم حلاوة وأنوار ، والله تعالى لا يهدي لنوره من هو عاص كذاب .

وقريب من جهله هنا جهله في تعليقه على قولي في أحاديث تخيير نبي الله بالخلد في الدنيا فقال هناك : ومعلوم أنه اختار لقاء ربه والجنة ولم يخلد في الدنيا ولا اختار البقاء فيها فمن أين أتى اللحيدي برجوعه إلى الدنيا إلا من هذيانه ...اهـ ( 22 ) .

فانظروا لجهل هذا الضال وتحكمه الغبي وهو لم يدرك أن وجه الاستدلال هنا بالتخيير , على أن بقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينافي حكمة الله تعالى وإلا ما خيره , بل إن التخيير وجوازه لرسول الله عليه الصلاة والسلام عندي هو بحد ذاته دليلاً على جواز عودته وتلميحاً على تحققها إذ لا مانع شرعي يمنع من أن يهبه الله تعالى ما اختار وزيادة أن يقسم له أيضاً ما خير به , ولو كان خلوده إلى آخر الدنيا منافٍ لحكمة الله تعالى ومضاد لأمره لما خير بذلك , هذا وجه الاستدلال فليفهم الغبي .

وجـاء عند الدارمي عن عمر بن قيس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله أدرك بي الأجل المرحوم ، واختصر لي اختصاراً فنحن الآخرون ، ونحن السابقون يوم القيامة " (23) .

يريد بالأجل المرحوم ما يفتح على أمته آخر الزمان وظهور دينها على سائر الأديان ، والمعنى باختصار الأجل شبه الصريح عندي في عودته وإلا ما كان لذلك معنى . 

ومن جهالاته أيضاً تعليقه على قوله تعالى : ﴿  إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ﴾ ( 24 ) . أن هذا مما مضى وهول هنا عليّ بقوله : فما هذا التلاعب بالقرآن وأصول الإيمـان , نعم نحن في زمان الغربة وظهور العجائب واللحيدي من جملة هذه العجائب اهـ ( 25 ) .

أقول : بل أنت عجيبة الدهر غريبة الغرائب بقية الإخوان الضلال الذين أدركهم سليمان بن سحمان ورفقاءه الذين يجفلون من المذياع والساعة ويعدون ذلك من السحر , تترك الكهرباء تورعاً زعمت يا كاذب بل أنت على معتقدهم أنها من السحر , يا جاهل تعطلت بك آلة الإدراك , فأين لك مع دعوة المهدي تتطاول على بينات الله تعالى وأنت بهذه المثابة من الضلال و الجهل ، من أين أتيت بأن النصر في الآية قد تحقق إلا من فهمك القاصر وإدراكك الكليل وتقليدك الأعمى لأقوال غيرك , وقبح الله تعالى التقليد وأهله وأنت من ثمراته , ألم تتفكر لبرهة وتُعمل بقية عقلك إن كان هناك بقية في قوله تعالى : ﴿ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين . إنهم لهم المنصورون . وإن جندنا لهم الغالبون . فتول عنهم حتى حين وأبصرهم فسوف يبصرون ﴾ ( 26 ) .

فهي نصرة وغلبة لم تحن بعد ولها أرجئ المسيح ومن معه , أم تحسب أن المسيح رفع لأمر هين أخزاك  الله ولذا وجدناك تدندن حول صفة إرساله في حال عودته , وما أمر النبي بالتولي عنهم إلى حين إلا وعداً بتحقيق هذا الظهور والنصر لرسل الله تعالى آخر الزمان , وأصرح شيء ورد في هذا قوله تعالى : ﴿  فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين . ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا ﴾ ( 27 ) .

هنا رباطك أبو حصان وقاصمة ظهرك فإن ( ثم ) في الآية تفيد أن النجاة للرسل آتية وليست ماضية كما زعمت , وقوله فيها : ﴿  مثل أيام الذين خلوا من قبلهم ﴾  إنما يفيد أن تحقق هذا في الدنيا , وأنا أعرف وأعلم سبب جحدك لدلالة هذه الآية لأنك أيها الغبي ألزمت نفسك باعتقاد عدم عودة غير عيسى عليه السلام فوقعت هنا على رأسك , والرسل الموعودين بالنجاة هنا هم رسل الله محمد صلى الله عليه وسلم  والمهدي وعيسى وإدريس وإلياس عليهم الصلاة والسلام جميعاً , كَذَبَ الحميد أبي حصان في معارضته وصَدَقَ ربنا الرحمن .

ومن جهالاته أيضاً قوله تعليقا على قوله تعالى : ﴿  والسماء ذات الرجع . والأرض ذات الصدع . إنه لقول فصل . وما هو بالهزل ﴾ ( 28 ) .

قال اللحيدي : أي رجوع عيسى ومن معه , وتصدع الأرض عن رسول الله ليتم الأمر المؤقت والوعد الحق الذي قال عنه تعالى : ﴿  فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون ﴾ ( 29 ) , قال أبو حصان : كذب اللحيدي فليس هذا معنى الآيات وإنما المعنى رجع السماء بالمطر وصدع الأرض بالنبات اهـ ( 30 ) .

أقول : بل كذب أبو حصان الجاهل بل هذا معنى الآية وقولي فيها خير من قولهم , ومن أنت يا الحميد حتى تزيف الأقوال وترجح بين الأفهام وأنت كما بان من حقيقتك وظهر مدى جهلك وضلالك مـا لا يمكنك معه القدرة على ذلك . وتمام الآيات قوله عز وجل فيها : ﴿  إنهم يكيدون كيدا . وأكيدُ كيدا . فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ﴾  ( 31 ) وهذا السياق لا يتواءم مع قولهم في تفسير الآيات أبداً , بل هو بما قلته أليق ولِمَا سأشرحه وأفسره أنسب , أما ما ذكروه في معنى الآيات فهو تكلف ولا مناسبة كما قلت بينه وبين ذكر الله تعالى في تلك الآيات للكيد والإمهال , ومن قال بتحقق المناسبة فليراجع فهمه مرات ومرات وينصف كلام ربه ويرفع من قدره , والصحيح هو أن مناسبة ذكر الكيد والإمهال إنما توافق ما هو أعظم من زخات المطر و نبتات الشيح والعرفج , ومن زعم أن المفسرين بأقوالهم مهما بلغوا من العلم قد تمت إحاطتهم بتفسير ومعرفة كل معاني كلام الله تعالى فقد كذب , وقد وجدنا في القرآن ما يُعد أقرب في تفسير المراد من سياق الآيات في سورة الطارق وبيانه , وخير ما يفسر به القرآن بالقرآن , وذلك في قوله تعالى : ﴿  ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين . إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ﴾ ( 32 ) . فموافقة ذكر المكر هنا في رفع عيسى من جنس موافقة ذكر الكيد لرجوعه من السماء في سورة الطارق والأمـر أبرم بجملته مكرا ضد مكرهم , وكيداً لإبطال كيدهم , ولذا سماه بالفصل في سورة الطارق وتوعدهم هناك بالإمهال , وأما في سورة آل عمران فتوعدهم بجعل متبعي عيسى عليه السلام فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة . قال تعالى : ﴿  وإذا الرسل أقتت . لأي يوم أجلت . ليوم الفصل ﴾ ( 33 ) . قالوا أن يوم الفصل هو يوم القيامة وليس بشيء بل هو الفصل المشار إليه في آيات سورة الطارق قوله تعالى : ﴿  إنه لقول فصل﴾  ومثل قوله تعالى : ﴿  ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم ﴾ ( 34 ) وقوله تعالى : ﴿  ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم . وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي  شك منه مريب ﴾ ( 35 ) . وشكهم في تحقق الوعد المنتظر والفصل المؤجل لا في البعث بعد الموت والإحضار يوم الحساب .

وهذه الكلمة السابقة في الوعد بالفصل المنتظر هي أيضاً المـرادة بقوله تعالى : ﴿  ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون . وإن جندنا لهم الغالبون . فتول عنهم حتى حين وأبصرهم فسوف يبصرون ﴾ ( 36 ) . وقد سبق التعليق عليها قريباً . وقال تعالى : ﴿ ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب ﴾ ( 37 ) وقال أيضاً : ﴿  إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين . يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون ﴾ ( 38 ) . إنما ينصر رسل الله والمؤمنين معهم كما وعد في قوله : ﴿  فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين . ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا  كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين ﴾ ( 39 ) .

وهذا وعد حق فُصِّل خبره لبني إسرائيل في كتاب موسى وقطع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في إدراكه كما في قوله تعالى : ﴿  ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل ﴾ ( 40 ) .

القسم الثاني : لقد أكثر الحميد في نصيب هذا القسم الأخير مما ذُكر استشهاداً واستئناساً في تحقق أمر الدعوة المهدية من نوازل وأحداث تحققت في عصرنا ، وهي تنقسم إلى قسمين :

القسم الأول : هي تلك الأحداث العظيمة الجليلة التي نصت على ذكرها مجموعة أخبار وردت في كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام , مثل خبر الدخان وفتنة صدام العراق وانتصار أهل الكويت واستغاثتهم بالتحالف الغربي وغيره , وأعمدة النار المشتعلة في آبار البترول الكويتي , وغير هذا مما أتيت بالتفصيل على ذكره في كتابي : ( وجوب الاعتزال ) وقد أنكر كل هذا الحميد وجحده مع ما يثبت صدق قولي من شهادة أحداث هذا الواقع الذي نعيشه , وقد تمثل به ما جاء في تلك الأخبار على التفصيل بتوافق عجيب مترابط لا يمكن إلا أن يدل على أن هذا الحدث هو المراد بأخبار الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم, وجحد الحميد وغيره من ضلال الجزيرة لكل هذا إنما هو في حقيقته تكذيب لأخبار الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ولو منوا أنفسهم بأمانيهم الكاذبة أنهم على الحق بمجادلتي وتكذيبي , وليفحص المؤمن المخلص عن حقيقة أقوالهم فلن يجدها إلا نفيا مجردا وتكذيبا باردا ليس عليه نور من البراهين وقوة من الاستدلال , وكيف يكون له استدلالاً بالحق وهو نفي مجرد .

وفي جملة هذه الحوادث والنوازل العظيمة الدالة على تحقق بعث المهدي في عصرنا هذا كثرة وقوع الزلازل وحلول المصائب الكارثية التي حلت بالعالم , ومع صحة ما ورد في هذا الأمر وصحة نسبة خبره لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم  , وأن ذلك كائن عند خروج المهدي , مع هذا تجد هذا الحميد الضال ينكر هذا ويضرب به عرض الحائط من غير خوف من الله تعالى أن يكون بهذا مكذباً لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم  وهو القائل أن المهدي إنما يكون خروجه وبعثه عند كثرة اختلاف الناس وزلازل , وقد أفردت في إثبات تحقق هذا كتاباً أسميته : ( البيان الثاني لرد فرية الجاني ) وقد يسر الله طبعه والحمدلله على يد أخوي في الله وأحبابي الذين أسال الله تعالى أن يثبتهم ويجزل لهم الثواب والأجر .

وكل من راجع هذا الكتاب ممن يخشى الله عز وجل وينصف البراهين إذا ما ثبتت , لا يمكنه إلا أن يقر بتحقق كثرة الزلازل وشدة تواترها بشكل غير مسبوق ما يدل على تحقق خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم  في بعث المهدي , ومع هذا جحد هذا الملعون هذا البرهان مع غيره مما يفيد تحقق إرسال وبعث المهدي غير مبالٍ بجعل رسول اللهصلى الله عليه وسلمتلك الآيات علامة لخروجه , مـع أن هذا الضال يقرر في رده عليّ أن تعيين المهدي إنمـا يكون : عن اختيار من المؤمنـين وصدق فراسة اهـ  ( 41) .

لعن الله تعالى تلك الفراسة بل هي والله تياسة ونجاسة حين تنحى دلالة البراهين التي نص عليها الله جل ثناؤه ورسوله صلى الله عليه وسلم الصادق , ثم تعتمد بعد ذلك تلك الفراسة من مخابيل التياسة القابعين وسط تلك الرجاسات والجهالات والسفاهات .

 هذا ما يريده سفهاء الحنابلة أن يعود التأويل لأفهامهم وتصوراتهم غشا للدين والإسلام , ولن يكون كذلك وهو حكم منهم على المهدية بالعدم والمحال , فمهما خرج من يقول هذا المهدي بفراسته سيخالفه مخالف وهكذا إلى ما لا نهاية , وكل من أرجع تأويل أمـر المهدي لغير الله تعالى فهو كاذب غاش للإسلام والمسلمين .

وأما القسم الثاني من هذا الجنس والذي أتيت على ذكره في كتابي : ( تعبيد الموارد للوقوف على حقيقة منافق الخوالد ) على التفصيل مثل نقل بعض الرؤى الخاصة والعامة مما يدل ويشهد على تحقق بعث المهدي بدلالة صريحة في التعيين أو عامة , ومثله كذلك تجلي الملائكة على هيئة دوائر من نور مثل ما وقع لبعض أصحاب ( 42 ) رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير هذا مما أتيت على ذكره في كتابي المذكور .

وقد أكثر هذا الضال وتوسع في استدراكه على ذلك الكتاب جحداً على عادته وتكذيبا لما جهله ولم يحط بعلمه , مع أني ما ذكرت أكثر ما في ذلك الكتاب إلا وأنا أؤكد في مقدمة الكتاب على التالي : هذا ما دعاني للكتابة في بيان هذه الحقيقة وذكر تفاصيل ابتداء بعث المهدي من بعد ما كنت أعرض عن هذا لعدم رغبتي بإشغال غيري بمعرفة تفاصيل لعلها لا تفيد في تقرير حقيقة الدعوة المهدية ودلائل صدقها كما يفيده بيان أدلتها النقلية والواقعية المدلول عليها من الكتاب والسنة , وانصرفت الهمة بدلاً عن ذلك إلى تجلية دلالات النصوص النقلية وحقيقة ما دلت عليه من أحداث واقعية دالة على تحقق بعث خليفة الله المنتظر اهـ ( 43 ) .

وقولي هنا : ( تفاصيل لعلها لا تفيد في تقرير حقيقة الدعوة المهدية ودلائل صدقها ) أبلغ برهان على غباء الحميد وجهله وضلاله حين استكثر باستدراكاته على كتابي ( تعبيد الموارد ) وأنا بنفسي في مقدمة الكتاب أشكك بنفع بعض ما ذكرت في تقرير حقيقة الدعوة المهدية , وأني لا أقدمها بحال على دلالات النصوص الشرعية النقلية الدالة بكل صراحة على تحقق بعث المهدي , بل دلالة تلك النصوص هي العمدة التي لم يأتِ هذا الحميد حين عارضها بشيء غير الظنون والجهل , وأمـا تلك الشواهد ومـا يستأنس به مما ذكرته في كتابي ( تعبيد الموارد ) فهو كما قلت لا يعتمد عليه ولعل بعضه لا يفيد في تقرير حقيقة تحقق بعث المهدي , وما أصبت فيه الحق فهو من الله تعالى وما أخطأت فيه من ذلك فمني والشيطان واستغفر الله تعالى منه كله إلا ما وافق الحق وأرضى الله تعالى قولي فيه , ولا أترك منه شيء لظن هذا الحميد الضال وغيره وتكذيبهم المجرد , بل أتركه إذا قام عندي البرهان على بطلانه .

والحميد ما أتى بمعارضة بعض ما ذكرت هناك إلا بالظن والتكذيب المجرد والاستدلالات السفيهة من أمثال تشبيه ما جرى على الفتاة اللبنانية حسناء بما جرى على امرأة ابن مسعود حين كان الدمع يسيل من عينها وبان أن ذلك نتيجة نخس الشيطان لعينها , فشبه هذا بما جرى للبنانية وليس بين الحالتين قاسم مشترك إلا على ظن هذا المكذب المبني على سوء الظن بالفتاة ووالدها مع أنه أقر على نفسه بطرد السحرة ونسب ما يجري لابنته لإرادة الله تعالى , وقد أحسنت أنا الظن لا أكثر بحادثة تلك الفتاة وما تزعم من رؤى فكبر على الدعي الكذاب الأمر وأطال في رده الكلام وأكثر من النقل عن أحوال الجن والشياطين ليموه على الجهال أن أمري إنما يعود للشياطين والجن بعد أن نحى كل دلالات النصوص الشرعية الدالة على تحقق بعث المهدي وتعلق بتلك القشة التي ظنها له وأنه تمسك بعظيم وقد وهم أخزاه الله تعالى وإنما عمدته على الظن والتخمين المجرد حتى أنه شكك بكل ما نقلته من جنس ذلك ولو تعلق بأطفال لا يتهمهم بالمخاريق والشيطنة إلا أخرق متهور لا يعي ما يقول من أمثال هذا الحميد الذي هو بنفسه ألعوبة للشيطان يضع له البطيخ تحت الشجرة ويزعم الخبيث أنها كرامة على ما روى عنه ذلك أحد تلاميذه المقربين , وحين تَعْلَق صورة الجريدة على سقف بيته يُريه الشيطان في منامه أن هناك صورة عالقة على ظهر بيته فيرقى وحين يجدها يتبجح بأنها كرامة وهو في حقيقة الأمر أضحوكة للشيطان ليزكي نفسه ويفسد بذلك الشيطان أعماله وتقشفاته أخزاه الله تعالى  .

 فهذه الكرامات التي يعرفها الحميد , أما الزجاج يخرج من عين صبية محجبة الأصل فيها البراءة حتى يثبت تعاملها مع الشيطان والسحرة , فهذا من المقطوع به عند الحميد أنها مخاريق شيطان , ولا أدري من أين لهذا الكذاب البرهان على تعاون هذه الصبية ووالدها مع الشيطان والسحرة  ( 44 ) .

والحقيقة أن هذا الحميد أكثر هنا في هذيانه وظنونه مستدركاً عليّ بما لو أخطأت فيه فلا ضرر من ذلك والحمد لله تعالى فأنا أصلاً كما قلت في مقدمة كتابي مشككاً في تقريرها حقيقة الدعوة المهدية وإنما العمدة على ما عجز الحميد عن إثبات بطلان دلالته من نصوص الشرع الدالة على تحقق بعث المهدي , وما ذكرت ما ذكرت هنا من مثل قصة الفتاة اللبنانية وغيرها إلا استئناساً لا أكثر , فإن أصبت في ذلك فالحمد لله وإن أخطأت فأستغفر الله تعالى .

وأختم هنا الكتاب بما ذكره هذا الضال في رده عليّ بقوله : ثم ذكر طفلاً عاش بعد الموت , وهو لو كان يعرف التاريخ لعلم أن كل ما ذكر إن صح منه شيء فقد سبق في الماضي حصول ما هو أبلغ منه ولا أقيمت الدنيا ولا أُقعدت اهـ  ( 45 ) .

أقول هنا لهذا الضال الكاذب الملبس : إنما استدلالي بحادثة موت هذا الطفل ثم عودته بعد دفنه لا على مجرد ذلك بل بدلالة اسم هذا الطفل وتحقق ذلك بعد توزيع نسخٍ من كتابي ( رفع الالتباس )  في تقرير عودة النبي عليه الصلاة والسلام سيد الناس . هذا وجه الاستدلال , وأن هذا يعد من النصرة لكون هذا الحدث وقع بعد توزيع الكتاب الذي ينادي في عرض الجزيرة وطولها على مشهد من مشايخ السوء فيها بهذا الاعتقاد العظيم , بل طُرِق على الكثير منهم الباب وسلم له الكتاب باليد طلباً للحق وإقامة للحجة وإعلاناً للهداية الربانية , ووقوع هذا الحدث على طفل المدينة بعد توزيع ذلك الكتاب مباشرةً لا شك يعد عند المنصف نصرة من الله تعالى لذلك الكتاب لأنه ادعى عودة متوفى , ولا أبالغ إن قررت هذا ونسبته لله تعالى فأنا أعلم من الحميد أبي حصان بهذا وأدرى , ولمن لا يصدق هذا ويوقن أن الله سبحانه عودني على أمثال هذه النصرة فليعلم وبيقين كذلك على شهادة من أصدقائي وأحبائي ، أنه فوراً وبعد توزيعي لكتابي الذي تلى توزيع كتاب ( رفع الالتباس ) في عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم , واسمه ( تعبيد الموارد ) الذي أكثر عليه الحميد استدراكاً فليراجع من شاء مقدمته فسيجد أول كلماتها قولي : إن من أعظم المبشرات التبشير ببعث مهدي الله تعالى المنتظر ، والبشرى به سنة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ سبق وأطلقها في أمته فقال : " أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل " . وقال عز وجل في خبره : ﴿  ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون . لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة  ﴾ ( 46 ) وما إن وزع هذا الكتاب بتلك المقدمة إلا وبهذا الحدث يقع في اليمن إِتباعاً لحادث وفاة الفتى من المدينة المنورة الذي بعث من قبره بعد دفنه .

وجاء في الخبر من اليمن أن فتاة يمنية بعد موتها ودفنها في القبر تعود للحياة وتُخرَج من قبرها وتعود سالمة وسط ذهول الجميع , ثم لا يكون اسم تلك الفتاة اليمنية إلا " بشرى " وليس هذا فقط بل ترى في قبرها ملاك الله تعالى يقول لها : يا بشرى أنت مازلت من أهل الدنيا وليس الآخرة وعليك بإصدار الأنين لكي يسخر الله لك من ينقذك من هذه الحفرة  اهـ ( 47 )

ولعل الحميد هنا أيضاً يقول : هذه مخاريق شيطانية وشطحات لحيدية وليخرس عدو الله تعالى فإن الله جل ثناؤه إنما يتتبعني بمثل هذا نصرة لدعوتي ولا ناصر للحميد إلا هواه والشيطان وجنوده ( 48 ) يصد عن سبيل الله تعالى وبراهين صدق الدعـوة المهدية , فهذه نصرة الله ليّ فليريني الحميد وأمثاله من ضلال الحنابلة السفهاء في جزيرة العرب من مثل هذا نصرة من الله تعالى لهم , أما أنا فما إن وزعت كتابي في عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم  والتبشير بالمهدي في جزيرتهم , فأمات الله تعالى في جزيرتهم وقبض تلك النفسين وهما بإسمين صارخين في الدلالة على المقصود نصرة ليّ عليهم .

 فمن فهم بعد هـذا فبها ونعمة , ومن كَذَّبَ فبلعنة أبي حصان , والسلام على من اتبع الهدى .

 

 

كتبه :  أبو عبدالله
الحسين بن موسى اللحيدي
صباح الثلاثاء الرابع من جمادى الأولى 1422هـ
الموافق 24 / 7 / 2001 .

 

-----------------

( 1 ) رواه أحمد وأبو داود و الحاكم في المستدرك وعنده على الشك قال : السرى والسراء .

( 2 ) رد الحميد ( 76 ) .

( 3 ) وجوب الاعتزال (1/49) .

( 4 ) روى أبو سلمة عن أبي سعيد قال :  هاجت السماء فخرج النبي صلى الله عليه وسلم  لصلاة العشاء ، فبرقة برقة ، فرأى قتادة بن النعمان ، فقال : ما السرى ! يا قتادة ؟قال : يا رسول الله ، إن شاهد العشاء قليل ، فأحببت أن أشهدها . رواه أحمد . وهذا يدل على مراد الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله  : فتنة السرى ! . 

( 5 ) هذا غير صحيح وقد تكلم في شرح بعض ألفاظه الخطابي نقل ذلك عنه البغوي في شرح السنة وقال بتأويله راويه العلاء بن عتبة وانزل تأويله على بني العباس في حق بني أمية ولم يصب الحق في تأويله هذا والصحيح أن تأويله وقع من صدام العراق على أهل الكويت وذلك في خصوص ذكر فتنة السرى وسيأتي الإشارة لشيء من ذلك لاحقا

( 6 ) القول المبين (111) .

( 7 ) في كتابه المهدي بينات وعلامات (40) .

( 8 ) في كتابه احذروا المسيخ الدجال (150) .

( 9 ) في كتابه المسيخ الدجال قراءة سياسية (314) .

( 10 ) رد الحميد ( 76 ) .

( 11 ) سورة الحجر ( 65 ) .

( 12 ) سورة الدخان ( 23 )

( 13 ) رواه مسلم وابن حبان .

( 14 ) رد الحميد ( 77 ) .

( 15 ) نعيم في الفتن (1/57) .

( 16 ) شرح النووي ( 18 / 266 ) .

( 17 ) وجوب الاعتزال (1/43) .

( 18 ) وجوب الاعتزال (1/61) . وأفردت لها فيما بعد كتابا مستقلا أسميته ( عمد النار والدخان من أظهر أمارات بعث المهدي ) .

( 19 )  رد الحميد ( 60 ) .

( 20 ) ذكره ابن كثير في كتاب المسيح الدجال ( 118 ) , ونهاية الفتن ( 1 / 98 ) .

( 21 ) رواه عبد الرزاق في المصنف ( 11 / 392 ) , ورواه الطبراني والحاكم عن جبير بن نفير عن أبيه عن جده رفعه ، وعند مسلم عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان . قال الحافظ : إن كان محفوظا فيكون عند جبير بن نفير عن شيخيه . الإصابة (6/368) .

( 22 ) رد الحميد ( 60 ) .

( 23 ) رواه الدارمي في سننه (1/200) . وأشار إلى هذا الحديث ابن كثير في تاريخه من وجه آخر عن هشام بن عمار وفي لفظه تحريف ، ومما ورد فيه : ( ..وأخذني لقربه ) . ومعنى الاختصار هنا صريح في عودة المصطفى صلى الله عليه وسلم  ولا وجه لاختصار المدة إلا أن يكون المراد بذلك عودته . البداية والنهاية (3/275) .

( 24 ) سورة غافر (51) .

( 25 ) رد الحميد (50) .

( 26 ) سورة الصافات (171– 175)

( 27 ) سورة يونس (102 – 103) .

( 28 ) سورة الطارق (11- 14) .

( 29 ) سورة غافر (77) .

( 30 ) رد الحميد (47) .

( 31 ) سورة الطارق (15– 17) .

( 32 ) سورة آل عمران (54– 55 ) .

( 33 ) سورة المرسلات (11- 13)  .

( 34 ) سورة الشورى (21) .

( 35 ) سورة الشورى (14) .

( 36 ) سورة الصافات (171 – 175) .

( 37 ) سورة هود (110) .

( 38 ) سورة الدخان (40 – 41 ) .

( 39 ) سورة يونس (102 – 103) .

( 40 ) سورة السجدة ( 23) .

( 41 ) رد الحميد (63) .

( 42 ) يتهكم الحميد الضال على قولي هذا وتجويزي رؤية الكفار للملائكة وقد رآهم العباس وهو من المشركين لم يؤمن بعد . رواه أحمد في المسند (2/260) .

( 43 ) كتاب تعبيد الموارد (16) .

( 44 ) واليوم يعود كلاب الحميد مملوئين  علي حنقا وحقدا لردي على شيخهم في هذا الكتاب ، ومظاهرا لهم علي منافق الخوالد أحمد بن حمود ويكتب بإسم (ah313) في منتدى ( أنا المسلم ) ويفتري على هذه الفتاة المسكينة ويكذب في الإنترنت مدعيا أنها كانت تعيش في مغارة وهو من أبين الكذب على هذه الفتاة ، ما يدل على خبث طويتهم والخالدي ، وأنهم لا يتورعون عن الكذب . وهم اليوم يكيلون الكذب على المهدي في المنتديات وتشويه دعوته بعد ما أيقنوا قرب مضي السنة والأجل الذي ضربه لهم شيخهم الضال أبي حصان كما زعم في مباهلته . وبعد ما زاروا المهدي في بيته وتيقنوا خيبة رجائهم وعرفوا أنه لم يمسه سوء ، أخذوا يشنون عليه الحرب الجائرة الكاذبة في شبكات الإنترنت ، بمثل هذا الكاتب المسمى (ah313) في منتدى ( أنا المسلم ) والكاتب الآخر الكذاب خسيس الطبع ، فأرة منتدى ( أنا المسلم ) و ( مفكرة الإسلام ) الكاذبة المدعوه بـ( إقرأ ) ، وهو على الصحيح ما هو إلا عنيزة في يد الحميد المخبول ، أو فويرة لا تتسلل إلا خلسة .

( 45 ) رد الحميد ( 124 )

( 46 ) سورة يونس ( 62 – 63 ) .

( 47 ) جريدة الرأي العام الكويتية (12349) تاريخ ( 19 محرم 1422 هـ الموافق 13 / 4 / 2001 ) .

( 48 ) وقد وجدناهم عشعشوا في منتديات الإنترنت كالجرذان يكثرون الكذب على المهدي ودعوته ويصدون عن سبيل الله ، وقد وجدوا من البلهاء والسذج ممن يشرف على بعض تلك المنتديات ، من إذا هوشوا عليه استجاب لهم ، ومنع كتابات ومقالات المهدي أن تنشر في تلك المنتديات ، ولوكان في ذلك رد كذب وافتراء هؤلاء على دين الله . وآخـرهم المشرف في منتدى ( أنا المسلم  ) المدعو ( المشمر ) الأبله الساذج  ، سربل مشمرا في نار جهنم  ، إذ استجاب لمنع المهدي أن يقول كلمة الحق في منتداه ، تحت ضغط ونباح كلاب الحميد والشعيبي ذاك الأعمى الذي قبض تائها وكانت آخر كلماته بشهادة تلاميذ المهدي الذين هم أبر وأصدق من تلاميذ هؤلاء الكلاب ، حين ادعى أمامهم وهم يعرضون عليه دعوة المهدي ، منكرا أن يكون المهدي يعرف في عنـزة ، وزعم أنه قحطاني !!! ذاك التائه ، وحين رد عليه ( أبو سعد سالم الخالدي ) أعزُ قولك لمستند شرعي ؟! ، غضب وقال : ( جاي تناقشني ) !!! . هذا مثال على عقلية شيخهم هذا . والآخر يتبجح أحد تلاميذه في الإنترنت أنـه قال : أن الهواتف النقالة ما هي إلا ألاعيب شيطان . وهو الحميد ويزعم كذلك أن الكهرباء سحر ولا يركب السيارات لذلك ، إنما يركب حصانا أو حمار !! . هذه مشايخ آخر الزمان قبح الله تلك المشيخة ، والله ما هم إلا عنوان كئيب لواقع أتعس وأكثر كئابة .

 

-------------------

 

مواضيع الفصل الرابع

الحميد  يفتري على المهدي بدعواه تحريف قول رسول  الله : وفتنة ( السرى )
من جهل الحميد هـذا الاتهام وهو يقيد كلمة ( السرى )  كما قرر المهدي
المهدي حقق تخريجا علميا لمعنى حديث ابن عمـر في  فتنة ( السرى ) غير مسبوق
هناك من تأول حديث ابن عمر على فتنة صدام كما قال   المهدي
حقيقة اعتقاد مـن أنكـر إنزال حديث فتنة  ( السرى )  على فتنة صدام مـن حنابلة السفـه وغيرهم ,  ومآله   تكذيب الحديث
أتى المهدي على شرح وافٍ لحـديث فتنة السـرى في  كتاب ( وجوب الاعتزال
الحميد لم يفصح مـا المراد بـ( السرى ) ومـن أقوى  معاني الكلمة كما هو معلوم ( سريان الليل )
الحميد لم يقدم دليلا ولا تحقيقا على صحة فريته
تفصيل خبـر فتنة السرى مطابق لواقع حال فتنة صدام    والكويت
معنى مـا جاء في الحـديث : " ثم يصطلح الناس على   رجل كورك على ضلع "
الحميد ينكر كلمة  ( دخنها ) في حديث فتنة السرى أنه    دخان حقيقي كما حصل في واقع هذه الفتنة ونص عليه  الخبر
وينكر قوله في حديث حذيفة : " هدنة على دخن " أنه    دخان تلك الفتنة
دعـوى الحميد أن المهدي لا يعتمد كلام شرّاح الحديث     كذب منه 
أخذه بكلام ابن الأثير في معنى ( الدخـان ) في الحديث    تقليد أعمى
لفظ الحـديث عند نعيم يمنع حمل ( الدخن ) في حديث   فتنة السرى على المجاز
ابن الأثير قوله في ( الدخن ) تقليدا لما قال الخطابي .
الخطابي أول من قال مصرحا أن ( الدخن ) في الحديث  على المجاز لا الحقيقة
وممن قلد الخطابي في قوله البغوي والبغدادي
المهدي غيـر معذور بتقليد الخطابي على قوله هذا ولا ملزما به
الخطابي يتأول معنى ( الدخ ) أيضا في خبر ابن صياد   مخالفا الجمهور
حمل العـلاء بن عتبة راوي حـديث فتنة ( السـرى )  على بني العباس وهم منه
الدخـن في فتنة السـرى والهدنـة وخبـر ابن صياد  هو الدخان المذكور من  أشراط الساعة
إعراض الحميد عن أحاديث عمـد النار التي تخرج من   المشرق مكابرة وجهل
قـول رسـول الله : " ليدركن الدجال من رآني " خرج   تلميحا لعودته والحميد ينكر ذلك
قول رسول الله في الدجال : " ليكونن قريبا من موتي "  خرج تلميحا لعودته أيضا
تخيير رسول الله بالخلود في الدنيا حتى يرى فتوح أمته  من أدلة جواز عودته
الحميد مـن بقية الإخـوان  الذين عاصروا عبد العزيز    السعودي وعـرف عنهم : أن المذياع والساعـة مـن السحر , والكهرباء كذلك
وعـد الله لنصرة رسله ، وقته آخر الزمان لا كما زعم الحميد أنه مما مضى
قـول المهدي برجـع السماء  وصدع الأرض خير من قولهم الذي قلده الحميد
الحميد ينكر كل الأحداث والشواهد الوجودية الدالة على   تحقق بعث المهدي
الحميد ينكر دلالة  الزلازل التي أخبر عنها رسـول الله   على زمن المهدي وتحقق خروجه
الحميد ينكر دلالة العذاب مـع شموله لسكان المعمورة  أن يدل على بعث الرسول المذكور في سورة الدخان
لا ينكر دلالة تواتر الزلازل على تحقق بعث المهدي إلا    جاهل ضال , أو مكابر معاند
الحميد مـع إنكاره صـدق بعث المهدي وشواهد ذلك ,    يدعي أن تعيين المهدي عائد لأخبار المؤمنين وصـدق    فراستهم
كل من أرجع تأويل  أمر المهدي وتعيينه لغير الله تعالى   فهو كاذب
الحميد أكثـر الاستـدراك على كتـاب المهدي ( تعبيد  الموارد)
أكثر ما ذكر المهدي في التعبيد للاستئناس والاستشهاد
في مقدمـة التعبيد التصريح بعدم فـائدة مـا يورد فيه بقدر ما يفيد الاستدلال بالأدلة النقلية والواقعية المدلول عليها من الكتاب والسنة
قولي في مقدمـة التعبيد عما ورد في الكتاب : تفاصيل  لعلها لا تفيد في تقـريـر..إلخ . دال على تعلق الحميد  بغير طائل
ما أصاب المهدي الحـق في ( تعبيد الموارد ) يحمد الله   تعالى عليه وما كان من خطأ فيه فهو يستغفر الله منه
الحميد مبنـى معارضته على مـا ورد في التعبيد على الأوهام والظنون والتكذيب المجرد
تشبيه الحميد مـا جـرى على الفتاة اللبنانية بما جرى  على امرأة ابن مسعود غير صحيح
الحميد يتهم الفتاة اللبنانية ووالدها بالسحـر والشعوذة مع أنه طرد السحرة ونسب ما يجري لابنته لإرادة الله تعالى لا للسحر
المهدي تكلم عـن قصة الفتـاة اللبنانية إحسانا للظن ،  والحميد كـذب ما جرى لها بسوء ظن
الحميد وبقصـد سيئ تـذرع بذكـر بعض القصص في  التعبيد ليتوصل للطعن بالمهدي ودعوته ليس إلا
لا يتهم الأطفال بالدجل والشعوذة إلا أخرق كالحميد
الحميد نفسـه ألعـوبة  للشيطان يضع له البطيخ تحت  الشجرة ليتبجح أن ذلك كرامة من الله تعالى
ويعلق لـه صـورة جـريدة فوق سقف بيته فيريه في  منامه خبرها فيتبجح أن ذلك كرامة من الله تعالى
العمدة في الدعـوة المهدية لا قصص التعبيد بل الأدلة    الشـرعية الدالة على تحقق بعث المهدي وهـي مـا  أعجزت عن إبطالها شرعا
الحميـد ينكـر دلالة إحياء طفل المدينة ، على نصـرة  وتأييد ما كتب المهدي في عـودة رسـول الله ، ووجه الدلالة أن حادثة  الطفل وقعت بعد توزيع  كتاب عـودة  الرسول على قراء السوء
بعـد تـوزيـع كتاب العودة كانت قصة  فتى المدينة ، وبعـد تـوزيـع التعبيد وفيـه  التبشير ببعث المهدي  قبضت فتاة اليمن ( بشرى ) وعادت للحياة أيضا
نصرة الله تعالى للمهدي بإيقاع هذه الآيات تأييدا له
المهدي يكـر لفضح مزاعم الحميد أنه يهلك على رأس  سنة المباهلة معـه على منتديات الإنتـرنت ويحـارب تلاميذه ، وينتصر لهم على المهدي بالباطل مشرفي تلك   المنتديات
أتباع الحميد وبعض مشرفي منتديات الإنتـرنت تحالفوا  في رد دعوة المهدي في مواقعهم ، وأكثروا عليه ظلما  وكذبا
تلاميـذ المهدي يثبتون على الشعيبي جهله في أخبـار المهدي وأنه يعتقد أن المهدي قحطاني
أحد تلاميذ الحميد يتبجح على الإنترنت أن الحميد يعتقد   بالهواتف النقالة وغيرها أنها ألاعيب شيطان