واستدل العطاوي العاوي لتعزيز تهمه الكاذبة الزائفة التي تقرر الرد عليها في الفصلين السابقين ضد أصول دعوة المهدي بقوله تعالى : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ ، وادعى بأن المهدي عليه الصلاة والسلام إنما يكذب الله تعالى بما قاله في تفويتهم شيء من كلام الله عز وجل لم يدونوه بالجمع على مصحف في زمان عثمان رضي الله تعالى عنه ، أو أن شيئا من اللحن حصل من النساخ في نسخة المصحف الإمام ، واستدل بأن هذا مما لا يمكن يقع لقوله تعالى بحفظ الذكر ، وأن المهدي بما أعلن من اعتقاده في ذلك إنما يكذب الله تعالى فيما قال وزعم برأي هذا المنافق على كتاب الله تعالى ، وكيف يكون كلامه حقا والله قد تعهد بحفظ الذكر الذي هو القرآن برأي هذا المنافق العاوي ومن قلده على ذلك الظن ممن سبق .
وبما سبق تقريره يدرك العاقل أن هذا الدعي المنافق هو الكاذب والقائل في القرآن برأيه ، وأنه لو كان قوله بالذكر الذي تعهد بحفظه المولى تبارك وتعالى أنه هو القرآن حقا لما وقع عليه كل ما ذكرنا قبل ، وهذا دليل قاطع على أن المتعهد بحفظه كما في قوله تعالى المذكور قبل ليس هو القرآن بل هو أمر آخر غير القرآن ، وأن القرآن ما هو إلا حاملا لخبر ذلك الذكر لا أنه هو الذكر المقصود بالآية ذاته ، قال تعالى : ﴿ ص وَالْقُرْآنِ ذِيالذِّكْرِ ﴾ ، ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ ،﴿ وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴾ ، فهذا الذكر المتعهد بحفظه والقران هو حامل لخبر ذلك الذكر وليس هو الذكر المقصود بالحفظ ذاته ، مثل ما أنه حامل لذكره وقومه ، وأنه ذكر مبارك لانه من الله عز وجل ، أما القران فليس هو الذكر المقصود بخصوص تلك الآية التي استدل بها هذا العاوي .
فذاك الذكر المقصود بتلك الآية هو الذكر المطلق الذي حملت بيناته كتب الله عز وجل التوراة والزبور والإنجيل وآخرا القرآن .
ونظير هذا المعنى قوله تعالى بالقرآن أنه فرقان ، أي أنه من الفرقان ما بين الحق والباطل لكنه ليس هو الفرقان عند الإطلاق ولا الذكر عند الإطلاق ، وبين هذا وذاك الفارق الذي يريد تعالى تقريره بكتابه القرآن بل بكل كتبه من التوراة للزبور والإنجيل وآخرا القرآن والأمر بين لمن هدى الله تعالى قلبه للإيمان بالذكر أن يدرك هذا المعنى الفصل ، أما من ضل وتاه عن الإيمان بذلك الذكر فهو من أبعد الخلق عن إدراك تلك الحقيقة والإيمان بها وتصديقها ، ولن تجدوه إلا ضاربا للقرآن بعضه ببعض لا يفقهه ولا يؤمن بما فيه من وعد الذكر وإيجاب التصديق به .
قال تعالى : ﴿ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ ، مع قوله تبارك وتعالى في القرآن : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىوَالْفُرْقَانِ ﴾ ، فهل يمكن لعاقل أن يقول ما أنزل على موسى هو ما أنزل على محمد صلوات ربي وسلامه عليهما ؟!
إنما المراد فرقان وفرقان ، فرقان موسى غير الفرقان على محمد صلى الله عليه وسلم ، ففرقان موسى هو الذكر المبين ، وحين يقول تعالى بالفرقان هذا فمراده الفرقان المطلق والذكر العظيم المبين الذي جعله هدى للناس كما في قوله عز وجل :
فالفرقان هذا هو الذكر وذكره بعد ذكر الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ومن بعد التوراة والإنجيل ، لا يدل على أنه كتاب منفرد عما سبق ذكره من كتب ربانية منزلة على أولئك الأنبياء ، إنما مراده الخصوصية له ولو لم ينفرد ككتاب رباني عما سبق ذكره من كتب ، بل تحمل ذكره تلك الكتب فلا ينفرد عنها ولا ينفصل ، ولا تكون هي ذاته ، وهذا المعنى مقصود كلام الله تعالى في قوله : ﴿ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ ، أي صفة له لا أنه هو ذاته الذكر ، كما فهم العاوي العطاوي ذلك ومن قلده من قبل .
ولو كان اعتقادهم هذا حقا لا باطلا للزم تعارض القرآن وحاشاه ربنا والقرآن كلامه أن يصدر منه تعارض وتضاد لقوله عز وجل : ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ ، وهنا قطعا انزال الذكر من الله عز وجل قبل الزبور ، ومن المقطوع به أن القرآن إنما أنزل من بعد الزبور ، وهذا يقطع بأن ذلك الذكر غير القرآن والدليل نزوله قبل القرآن وقبل الزبور حتى ، ولما لم ينص تعالى هنا على التوراة كما نص على الزبور ، هذا أيضا يدل على أنه أمر زائد على التوراة وليس هو التوارة ذاتها كالقرآن يحمل الذكر وليس هو الذكر المطلق ، بل يحمل الإشارات له ، وبالمثل الذكر هو أمر زائد على التوراة مجرد منها ، تحمل منه اشارات لكنه ليس هي بل هو أمر زائد عليها بأخباره وتفاصيل أمره ، شرائع التوراة شيء ، وأخبار ذلك الذكر وتفاصيله شيئا آخر ، وعليه كان النص بتلك الآية على اسمه لا اسم التوراة ، ولما كان تعلقه بتأويل أمر الله تبارك وتعالى ونزول قضائه عليهم آخر الزمان وفرقانه الميقات ، كان نص كلام الله تعالى وتصريحه أن تعلقه بتوريث الله تعالى لعباده الأرض آخر الزمان .
وحين يفرده تعالى بالذكر وهو يعنيه لا يذكر التوراة لأنه أمر زائد عليها كقوله تعالى : ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ ، ومثله في القرآن لما يعني الله عز وجل بكلامه هذا الأمر لا يعرفه إلا بالفرقان كقوله عز وجل : ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ﴾ ، ويريد تأويل الذكر الذي حمل القرآن الإشارات إليه ، ومن أقوى تلك الإشارات توريث المؤمنين الأرض آخر الزمان ، لهذا نص على ذكر ذلك في القرآن وأحاله للزبور ومن قبله للذكر ولم يقل التوراة ، لأن التوراة شريعة والأخبار والمواعيد ذكر غير الشريعة ، وعليه نسبه للذكر وليس للتوراة ، وجعله تعالى ذكرى للمتقين ونذيرا للعالمين ، لأنه يوم الله تعالى العظيم وميقاته الرهيب ، فيه يفصل بين الحق والباطل ، بين الأخيار والأشرار ، وينهي الأمر بتحقيق تأويله ، وإليه يكون مرجع الخلق على ما فصل ذلك وبالتفصيل في كتاب ( التابوت والعصا آيات الله تعالى في الأولين والآخرين ) .
فانظروا لمدى سوء هذا العاوي العطاوي لما يخوض بما لا يمكنه العلم بحقيقته ولا يمكنه الإيمان به وتصديقه ، وأنه وأمثاله كما قال تعالى في وصفهم مع أمره هذا : ﴿ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً ﴾ ، ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ ، ﴿ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴾ . وغدا سيتبرأون بعضهم من بعض حين يتضح لهم كل شيء لكن بعد فوات الأوان وحين لا تنفعهم المعاذير :
وهذا هو الذكر الذي تعهد تعالى بحفظه لا كما تقرر في قناعات أولئك العاوين الجهلة الذين لا يعقلون .
قال أبو بكر المروزي حدثنا يحي بن سعيد عن إسماعيل عن أبي صالح : ( من بعد الذكر) ، قال : من بعد التوراة . (1)
وهذا القول مروي عن ابن عباس والضحاك والشعبي ، وقولهم من بعد التوراة صحيح في المعنى لأن الذكر أنزل مع التوراة ، لكنه غير صحيح حرفيا إن لم يعتبر القائل بذلك أن الذكر غير التوراة بل هو أمر زائد عليها .
وقوله عز وجل : ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ ، برهان على أن تفصيل توريث الله تعالى لعباده الأرض آخر الزمان إنما فصل وكتب قبل الزبور في ذلك الذكر ، وكان تفصيل ذلك إنما دون في التوراة حتى كتب لهم هناك باللعنة والبركة ، فإن اختاروا طاعة الله عز وجل بما قضى به بوركوا ومصداق ذلك في القرآن كتاب الله تعالى في قوله : ﴿ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً ﴾ .
وهذا من الذكر أشير له في القرآن كما في تلك الآيات من سورة الإسراء ، وتلك التفاصيل إنما هي في خبر توريثه تعالى عباده المؤمنين للأرض على ما وعد بذلك في الذكر وبالزبور من بعده ، وآخرا في القرآن .
وليس هناك ذكر مستقل بكتاب لوحده إنما المراد ما حملته التوراة من أخبار وتفاصيل ذلك التوريث ، وهل دار الخلاف والتنازع مع موسى ومن تلاه من أنبياء في بني إسرائيل إلا على كفرهم بذلك ورد قضاء الله تعالى بذلك ؟!
وعلى وفق تلك الآية من سورة الأنبياء بان أن الذكر كتب في الزبور كما كتب في التوراة من قبله وكما كتب في القرآن آخرا ، وهو الخبر بتوريث الله عباده للأرض وتمكينهم وعزه ونصرهم وتخليصهم من أيدي وسلطان الأشرار ، فهذا هو الذكر ، لم ينفرد بكتاب خاص به ، بل كتب خبره بكل تلك الكتب فقوله تعالى : ( ولقد كتبنا في الزبور ) أي بتفاصيل ذلك الذكر ، وكأنه حاز على تلك التسمية أعني ذكر لإذاعة تفاصيله على لسان موسى عليه الصلاة والسلام وصار من هناك ذكرى وهدى للعالمين ، نظير قوله تعالى في خبر ذي القرنين قال : ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْسَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً ﴾ ، وهذا مثل ذاك ، كتب هناك بالتوراة والزبور والقرآن بذكر ذلك التوريث لعباده آخر الزمان ، فحاز لهذا السبب بتلك التسمية والتي لا تدل بحال أنها بكتاب خاص بها ، بل وزع ذلك الذكر على كل تلك الكتب وكان ابتداء اذاعته واعلان الكثير من تفاصيله بتوراة موسى عليه الصلاة والسلام ، وعليه قال أنه كتب من ذلك في الزبور من بعد الذكر أي من بعد اعلانه والكشف عن تفاصيله واختصاصه من وجه باليهود شعب موسى عليه الصلاة والسلام والمراد آخر خلفتهم على الخصوص ، ولما كان شيئا من ذلك كما قلت ورد أيضا وكتب تفاصيل عنه في القرآن لأجل ذلك قال تعالى في وصف القرآن : ﴿ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴾ ، أي يحمل ذلك الذكر ، وقال عنه في التوراة : •﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ ، لم يقل بالتوراة لأن مراده الكلام عن ذلك الذكر فسماه فرقان وضياء وقال : وذكرا للمتقين ، لأنه يريد الذكر الذي تحمل تفاصيله التوراة لا التوراة ذاتها فهي ليست معنية بكل تلك التوصيفات .
ولما كان ذلك الذكر مختص بأقوام آخر الزمان بين تعالى في القرآن وجه اختصاصهم بذلك الذكر فصرح بذلك فقال عز وجل :
ذكراهم المفصلة بالذكر المنزل والمعلن على لسان النبي موسى صلوات ربي وسلامه عليه ، وبالزبور وبالإنجيل أيضا وآخرا في القرآن .
ولما كان هذا الذكر كذلك مما يختص بالمهدي عليه الصلاة والسلام فهو الذي سيرسل وسط أولئك الأقوام أعداء النبي صلى الله عليه وسلم أعداء دين الله تبارك وتعالى ، على ما بين ذلك صريحا في الزبور والإنجيل بقوله : ﴿ قال الله لربي أجلس عن يميني حتى أوطئ أعدائك لقدميك ، يرسل الرب قضيبك الذي سيكون ذى سلطان في وسط أعدائك﴾ ، ونقلت تلك النبوءة في ذلك الذكر من الزبور للإنجيل مقررا الحجة بها المسيح عليه الصلاة والسلام على الكتبة والكهنة ، وهي من الذكر وهي صريحة بارسال المهدي الحفيد من الله تعالى ليمكن ويورث الأرض وسط أعداء الجد المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ، ثم ترون هذا العاوي العطاوي مما ينكر ذلك ويلبس عليه ليعطله أو يصرف الناس عنه ، لكن ماذا نقول للعاوي خسئت إن الله تعالى سيبطل كيدكم يا كفرة بالذكر ، وسيمكن لعبده ويحفظ ذكره كما وعد تعالى على لسان نبيه اشعيا صلوات ربي وسلامه عليه القائل :
أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ ، فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ وَنُورًا لِلأُمَمِ ،لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ ، أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ، وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ ...
وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيق لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُورًا، وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ ﴾
انظروا تعهد بحفظه لأن أمره من الذكر الذي وعد تعالى بحفظه ، فكيف لا يحفظه من الكلاب العاوية كلاب النار ؟!
وقال النبي اشعيا كذلك في النص على حفظه :
أنتم تنظرون هنا لتطبيقات تعهد الله تعالى ووعده بحفظ الذكر ولما كان تأويل الذكر تحققه بالمهدي عليه الصلاة والسلام وتمكينه ، كانت تلك النبوءات ناطقة بذلك كما ترون .
وما كان اليهود اشقاء هذا العطاوي الهاوي إلا معترضون لتحقق الذكر وكارهون أن يكون في غيرهم ، وقد شابههم هذا العطاوي العاوي لكنه بأشر من شرهم ، فهم نفوه عن مستحقه وجحدوه عن المكتوب له ذلك ، أما هذا الملعون العاوي فقد نفاه عن مستحقه لكن إلى أين ؟!
هل كان كاليهود ادعوه على غير مستحقه ومن جعله تعالى فيه ؟!
أبدا هذا العاوي نفاه عن أهله للعدم ارضاء لأسياده الأخباث كما هو خبيث ، ليعطلوا أمر الله تعالى هذا بل ليجعلوه حسب مشتهى أنفسهم بحكم العدم ، نفي مطلق ولا إثبات له يريدون ، ليموت ذكر الله تعالى ليضمحل عن الناس للأبد وهذه حقيقتهم ، ومن هؤلاء الملاعين قديما وحديثا تعهد المولى عز وجل بحفظ ذكره .
وفي الزبور يخبر عن ذلك التعهد بالحفظ فيقول هناك :
وهو البينات لقوله تعالى عن عيسى عليه الصلاة والسلام : ﴿ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ ﴾، مع قوله عن موسى عليه الصلاة والسلام : ﴿ وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ ، وعيسى وموسى صلوات ربي وسلامه عليهما لم ينزل عليهما كتاب واحد ، على ما علمتم على موسى أنزلت التوراة ، وعلى المسيح أنزل الإنجيل ، لكن لما كان المراد هنا ببينات الذكر المقصود بحديثنا في هذا الفصل وصف ما آتاه لهذين النبيين الكريمين بالبينات ومراده آيات الذكر وبيناته من الوحي بأخبار ما يكون منه آخر الزمان .
ولما كان الذكر هو المقصود بتلك البينات لعنهم تعالى لإخفائهم إياها ، فعباد الصليب أخفوا الإنجيل كله واستنسخوا منه ما بدلوا وحرفوا وطمسوا كل تلك البينات ، ويهود كما علمتم لم يخفو الشريعة والدليل آية الرجم غطاها الكاهن بيده من التوراة أمام المصطفى صلى الله عليه وسلم لكنهم لم يزيلوها بالمرة من التوراة ، بل زالت من كتاب الله تعالى القرآن كما علمتم قبل بفوت تلك الآيات من سورة الأحزاب لم تدون في القرآن ، واليهود لم يزيلوا آية الرجم من التوراة كما فعل المسلمون لم يدونوها في القرآن حتى صاح من ذلك عمر وشكى متألما خاشيا أن يذهل الناس عن حكم الرجم ، كما هي حال أولياء نعمة هذا العاوي اليوم ألحقوا زوال تدوين ذلك الحكم بكتاب الله تعالى ، ازالته من واقع الناس اليوم وعدم العمل به مع كثرة الزناة ممن أحصن ومع توفر البراهين على ذلك كتبين حمل أو توفر الشهود وقرائن الإثبات الأخرى فكفروا بالشريعة وعطلوها ، فكان كفرهم مركبا مضاعفا كفرا بالشريعة وكفرا بالذكر ، ثم يعوي الملعون ويقول المهدي يبغض ولاة المسلمين ويحقد عليهم ويعني على رأسهم ولاته طبعا ، لكن هذه حالهم يا عاوي وهذه حقيقتهم تغطي ماذا وتدلس على ماذا ؟
حقيقتكم أشر من اليهود كفر بالشريعة كفر بالذكر ، أما اليهود كما قلت أزالوا وعبثوا بأخبار الذكر فحرفوا هناك وبدلوا أما الشريعة فلا ، وعليه قال تعالى بلعنهم بسبب ذلك : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ ﴾ .
وهذه حال من بدل وعبث بالذكر فما رأي العاوي فيمن بدل وحرف بالشريعة والذكر المبين لم يسلم منهم لا هذا ولا هذا ، فتمردوا على كل ذلك وكفروا بكل ذلك ، فهل لا يكونوا مستحقين للعن ؟!
هل لا يكونوا مستحقين للدمار والمحق والبوار ؟!
ولهم فنون وتراكمات تأريخية رهيبة لطمس بينات الذكر ، هذا بالتأويل الفاسد الكاذب وذاك بالجحد والتعطيل ، وغير ذلك من أنواع التحريفات وما أكثرها ، فمنهم من ينكر أمر بعث المهدي وإرساله بالكلية ، ومنهم من يتأول ذكره بسخافات عقلية ، وآخرون في غفلة عنه وإن مر ذكره عليهم مرهم كما يمر الحي ميتا بقبره قد رم وصارت عظامه تراب .
ومنهم من يبغض ذكره ولا يرد على باله عند ذاك إلا فرق الضلال من رافضة مشركة وغيره .
وآخرون يبغضون ذكره لا لدين ومعتقد ضال فاسد ، بل خشية على ملكهم وسلطانهم الذي توارثوه ، ولا يطري لهم على بال تصور قبولهم عقيدة وجوب تمكين الله تعالى لمهديه وخليفته ورسوله ، بل يعتقدون هذا من المنكر العظيم الذي لا يمكنهم اعتقاد أنه من الدين هكذا يحبون يلبسون ذلك الأمر بتلك التهم ، حتى نبغ من مشائخهم الكفرة من زعم أن خروج المهدي بزمانهم هذا زمان تسلط ولاتهم إنما هو في الحقيقة يعد من الخوارج ، وهذا قال بمقتضاه أحد كبار عميانهم ، وهكذا كما قلت ضروب كثيرة من التحريفات والتأويلات الفاسدة ، مؤداها النهائي لجحد أمر الله تعالى هذا وتعطيله ، حتى مات ذكره من قلوبهم ولا يرجونه بل يعادونه ويكفرون به ، مع أن مدار تحقق تلك البينات مبني على بعثه وإرساله من المولى عز وجل ، كما قال النبي اشعيا عليه الصلاة والسلام :
يرسله ليمكن للدين عقيدة وشريعة ، ويخرج أولئك المأسورين تحت سلطان هذا العاوي العطاوي ، يتسلط عليهم الخبيث يرهبهم ليلا ونهارا متهما إياهم بالزندقة والكفر وأن قد وجب قتلهم بلا استتابة حتى ، وكل ذلك لأنه على دين ملوكه الكفرة أولئك الذين هم من أجهل من انتسب للدين وادعوه ، وكفرهم ببينات الذكر ظاهر ولا يمكنهم الإيمان به وقد أدركوا تحقق تأويله كاليهود تماما بل هم أشر من اليهود ، وهذا الضال المنافق كفره مستبين معهم لا يمكنه يؤمن بذلك مثل ما أن أسياده لا يمكنهم يؤمنون به فهو سالب لملكهم والمهدي يبقى تهديدا لهم مثل ما كان موسى عليه الصلاة والسلام أكبر تهديد للفرعون وسلطانه في ذلك الزمان ، وأولئك الأشرار على دين ملوكهم كما يكونوا يكون العاوي مثلهم ، ظاهرا وباطنا .
وعلى كل الأنبياء والرسل نزل تعالى تلك البينات في فصل الله تعالى بينهم آخر الزمان ، ولا كتاب له خاصا به بل تفرق ذكره بتلك البينات على كتب الله تعالى وأسفار الأنبياء كلهم ، كل ما بعث نبي أخبر عن ذلك ، وكل ما انزل تعالى كتابا من عنده نزل به ذكرا من ذلك ، وكان وعدا للخليل في صحفه عليه الصلاة والسلام أن يبارك تعالى قبائل الأرض بحفيديه المصطفى صلى الله عليه وسلم وابنه المهدي صلوات ربي وسلامه عليهم :
من قبل تأويل ذلك الذكر يريد ، الذي توعدهم بالتربص بتحققه يوم يكون الناس على صراطين لا ثالث لهما .
ومن تلك الصحف التي صرف فيها آيات ذلك الذكر صحف إبراهيم وموسى :
بل أخبر تعالى أن الكفار والمشركين لن ينتهوا عما هم فيه حتى يأتيهم تأويل تلك البينات فقال تعالى :
ويظن الجهال على هذه الآيات من سورة البينة أن المقصود بالرسول هنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، لكن الصحف التي يتلو لا أدري على أي شيء سيحملها العاقل بينهم ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بين يديه أي صحف مطهرة والله عز وجل حين يقول صحفا يريد صحف الأولين الأنبياء ولم يرد الله تعالى بذلك القرآن قطعا .
أولا : لأنه كان مفرقا يكتب على الجريد وقطع الكتف وغيره من تلك الوسائل المتواضعة وبعضه حفظ في صدور الرجال ، ولم يكونوا يصنعوا كما اليهود وتلك العناية بالتسجيل والحفظ شبه الفائق بتلك الجلود المدرجة حتى حفظ بينهم الأسفار المطولة .
ثانيا : لم يكن بين يديه عليه الصلاة والسلام لا التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولم يذكر أنه وقف على أي من تلك الكتب والأسفار عن الأنبياء ، ذكر وقوفهم في زمان عمر رضي الله تعالى عنه على كتاب دانيال عليه الصلاة والسلام ، وسريعا أمر باخفائه وطمسه عن الناس ، وقد علم عنه عليه الصلاة والسلام نهيه الشديد عن الكتابة إلا لآيات القرآن كان ينهاهم عن كتابة الحديث عنه كما روي ذلك عن زيد وهو من كتاب الوحي ، يحرص يجرد القرآن عما سواه حتى لو كان حديثه هو صلوات ربي وسلامه عليه ، مع أنه لا زال يخبر أنه أوتي القرآن ومثله معه يريد الحديث القدسي وحديثه هو عليه الصلاة والسلام ، كان يحرص يجرد القرآن عما سواه حتى ما يختلط هذا بهذا ، فكيف بغير ذلك من كتب وأسفار الأنبياء ، لم يثبت عنه وجود شيء بين يديه من ذلك أبدا ، والصحيح والحق أن المقصود بتلك الآيات من سورة البينة هو حفيده المهدي عليه الصلاة والسلام ، هو الرسول الذي سيتلو تلك الصحف من كتب الله تعالى وأسفار بعض الأنبياء كما هو مقرر بيانه في غير هذا الكتاب ومن أبرز تلك الكتب والصحف التوراة التي حفظت وهي التي تعهد الله تعالى بحفظها بل نص النبي موسى عليه الصلاة والسلام على حفظها لتكون شهادة آخر الزمان على اليهود خاصة وعلى الناس عامة ، لأن فيها الذكر الذي تعهد الله تعالى بحفظه لا ما قاله هذا العطاوي العاوي تقليدا لمن سبقه قال بذلك بلا وعي وبلا بصيرة ، يرددون أقوالا هي اعتقادات عندهم راسخة لكنها في الحقيقة مجرد أكاذيب تذهب هباء وسراب خيالات حين تسلط عليها حجج الحق وبينات الهدى والنور .
ولما كان هذا هو التأويل الحق والفصل المبين ذكر تعالى في سورة البينة أنها حين تأتيهم سينتهي أهل الكفر والشرك جميعا ، لأن شهادات الحق ستقوم في ذلك في ذلك الوقت وسينقطع سبيل الباطل للأبد حينها .
﴿ وتضع في التابوت الشهادة التي أعطيك ﴾ " الخروج "
شاهدا عليهم حين تحقق تأويل الذكر ، وقد قال بذلك صريحا حين أمر بحفظ كذلك مقدار من المن فقال هناك :
وَقَالَ مُوسَى : ﴿ هذَا هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ. مِلْءُ الْعُمِرِ مِنْهُ يَكُونُ لِلْحِفْظِ فِي أَجْيَالِكُمْ ، لِكَيْ يَرَوْا الْخُبْزَ الَّذِي أَطْعَمْتُكُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ حِينَ أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ .
وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ : خُذْ قِسْطًا وَاحِدًا وَاجْعَلْ فِيهِ مِلْءَ الْعُمِرِ مَنًّا ، وَضَعْهُ أَمَامَ الرَّبِّ لِلْحِفْظِ فِي أَجْيَالِكُمْ .
كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى وَضَعَهُ هَارُونُ أَمَامَ الشَّهَادَةِ لِلْحِفْظِ ﴾ " الخروج "
وهذا كله من الذكر تعهد تعالى بحفظه ليوم الوقت المعلوم فيظهر كل ذلك شهادة عليهم ، لأن الله عز وجل علم أنهم أهل تمرد وأنهم سيجحدون أمره هذا ، هم وإخوانهم من أمثال هذ العطاوي العاوي وأولياء نعمته من العريب وأشقائهم من حولهم أشقاء اليهود(2) ، كل هؤلاء علم تعالى أنهم سيجحدون أمره ويرفضون ما قدره تعالى في ذلك الذكر ، فدبر لهم تعالى كل تلك الشهادة ، مع من اختار من الانبياء الأشهاد ، ليكون كل ذلك من براهين الحق والذكر على جميعهم يوم يقوم تعالى بفصله بين الناس ، اليوم الذي جعلها ميقاتا لهم ومرجعا يرجعون إليه فيقوم تعالى بالحكم عليهم جميعا في ذلك الوقت ، فسبحان الله الحكيم العادل المحيط بكل شيء .
وهنا سران مما يتعلق بهذا الأمر وبخصوص آيات سورة البينة تلك محل الشرح في هذا الموضع من الفصل :
الأول : وصفه تلك الصحف بالمطهرة ، ويذكرنا هذا بوصفه لرفع المسيح أنه لتطهيره من أولئك الكفرة من اليهود فقال تعالى :
تمعنوا هذا يؤكد على أن تلك الصحف المذكورة في آيات سورة البينة إنما طهرت هي كذلك من أيدي أولئك الكفرة كما رفع المسيح وطهر منهم عليه الصلاة والسلام ، ولم يصف الله تعالى مسيحه بذلك ولا تلك الصحف بذلك ، إلا لأنه وهي من أمر الذكر وتحققه تأويله آخر الزمان ، فالمسيح سيرجع للشهادة كذلك نص التوراة والعصا وتلك المحفوظات سيطهرها الله تعالى بحفظه ، وعلى ذلك تعهده تبارك وتعالى بأن يحفظ الذكر ، وهما من امر الذكر ، لهذا وصف كل ذلك بالتطهير والحفظ ، وستعود مثل ما سيعود المسيح للشهادة ، وعليه جاء كل ذلك البيان اخبارا لبني إسرائيل أشكرة في أن هذه الأشياء ستحفظ للشهادة وللغاية المحددة كما أخبرهم تعالى بذلك ولم يخفيه ، إنما خفى هذا كله على هؤلاء الحثالات فهم من الذكر في ظلمات لا يبصرون :
وعليه ترون في تلك السورة لما أخبر عن رفع المسيح عليه الصلاة والسلام من أولئك الكفرة وأنه إنما يفعل ذلك ليطهره منهم ، أنه قبل ذلك قال عز وجل :
ثم تبع ذلك ما قاله عز وجل ، وهذا دال على أن تلاميذه كذلك من الأشهاد وسيأتون معه ليشهدوا على أولئك الكفرة من اليهود حين تتكشف الحقائق ويقع تأويل الذكر ، ويأتي الله تعالى بكل ما قدر للحفظ لقيام الشهادة على الكفار جميعا ، والحمدلله تعالى الذي لم يتركهم هملا وسدى ، وله الحكم و القضاء لله رب العالمين .
كذلك رأيتم من معنى كون تلك الصحف أنها مطهرة بمعنى أنها محفوظة كما حفظ المسيح ، أن ذلك المعنى لتطهيرها مما يؤكد تأكيدا ببرهان أنها ليست مما وقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم زيادة على ما قررت في ذلك قبل ، وأن كونها مطهرة ومحفوظة يمنع من ذلك وعليه يلزم وجوب اعتقاد أن المقصود بتلك الآيات رسول غيره وهو حفيده المهدي عليهما الصلاة والسلام ، فهو من سيضع بين يديه الله تعالى تلك الصحف وكل تلك المحفوظات يوم يقع تأويل ذلك الذكر حتى تقوم الشهادات كلها تلك على الكفار والمشركين ، فما كان في السماء محفوظا ومطهرا يأتي به الله عز وجل ، وما كان في باطن الأرض محفوظا ومطهرا ، يأتي بكل ذلك الله تعالى لتقام الشهادات عليهم جميعا (3) ، والله خير شاهد مع كل ذلك وهو العظيم القوي الرحيم .
الثاني : لما أمر تعالى نبيه بأن يقرأ على أبي رضي الله تعالى عنه آيات سورة البينة تلك ، كان ذلك من أجل أن أبي رضي الله تعالى عنه وحده من أودع عنده تلاوة ذلك الحرف : ( ولا محدث) في خبر الإرسال للرسل والأنبياء والمحدثين وسيأتي الكلام على خصوص قراءة ذلك الحرف بمزيد بيان في الفصل السادس التالي .
ولما اختص الله تعالى ورسوله ذلك الصحابي بقراءة ذلك الحرف الزائد على قراءة العامة ، وكان محفوظا لديه ذلك وتعلقه بإرسال المحدث ظاهر من لفظ ذلك الحرف ، أمر تعالى نبيه أن يتلو عليه آيات سورة البينة ، لأن تلك السورة مفتتحة بما اختص به أيضا المهدي عليه الصلاة والسلام ، فمثل ما اختصه تعالى بذلك الحرف الزائد على قراءة العامة ، اختصه تعالى بتلاوة تلك الصحف المطهرة آخر الزمان ، فكل ذلك مما اختصه تعالى به إرساله كونه محدث ، وتلاوته لتلك الصحف المحفوظة المطهرة ، ليقيم الله عز وجل بذلك الشهادة على كفرة اليهود والعالم كله .
وصدقوني رغم كل هذا الوضوح والنور ، ستجدون العطاوي العاوي وفصيلته لن يروا ذلك إلا طلاسم ، أو قولوا إن شئتم : كفر وتقول . ولا تستغربون فنحن في زمان انقلاب الموازين ، وكما قال صلى الله عليه وسلم : يصدق الكاذب ، ويخون الأمين .
............
(1) الجزء الثاني من حديث يحي بن معين رواية أبي بكر المروزي ص 231 .
(2) فصل هذا الأمر في كتاب " التابوت والعصا آيات الله في الأولين والآخرين " .
(3) سبق الكلام حول هذا المعنى في كتاب " التابوت والعصا " وبين هناك بأنهن الباقيات الصالحات في الفصل الثالث من ذلك الكتاب تحت العنوان التالي : ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً ﴾ ،﴿ وخير أملا ﴾ ، ص 124 .