معلومات مهمة عن إنجيل المسيح الصحيح

 

إن الإنجيل هو كتاب الله الموحى إلى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام بواسطة ملاكه جبريل عليه السلام ، واختار عيسى اثني عشر تلميذا ليلقنهم ما يوحيه عليه جبريل من كلمات الله جل وعلا ، ولم يكن أيا منهم يدون ما يقوله نبي الله عيسى عليه السلام ما عدا برنابا رضي الله عنه فقد كان هو المكلف من قبل عيسى عليه السلام بالتدوين والكتابة حيث كتب كل ما يتعلق بسيرة المسيح عليه السلام ومعجزاته التي أتمها بإذن الله وحربه الشعواء على النفاق والمنافقين من أحبار اليهود وضلالهم وبعد رفع عيسى عليه السلام إلى السماء وتفرق طلابه بعده ومرور السنين الطوال على النصارى واندراس آثار النبوة وتغير معالم التوحيد واستبدال النصارى لها بالإشراك بالله حتى طالت أيدي النصارى كتاب الله الإنجيل فأخذوا بوضع أناجيل مكذوبة على الله وعلى نبي الله عيسى عليه السلام .

 

ولقد كثرت الكتب التي سميت أناجيل مما اضطر الكنيسة المسيطرة آنذاك وهي الكنيسة الرومانية لجمعها وعقد مجامع لإختيار ما زعمت أنه صالحا والأمر بإحراق الباقي فأظهر الكنيسيون الأناجيل المزورة المكذوبة وأخفوا إنجيل عيسى الصحيح وهو ما يسمى بـ( إنجيل برنابا ) وكان حينها مخطوطا فعاد ذكره إلى الوجود في عام 1709 بعد أن زال التعصب الديني في أوروبا وفقدت الكنيسة السيطرة المطلقة التي كانت قد استحوذت عليها في القرون الوسطى وتناقلت الأيدي هذه المخطوطـة إلى أن قام نائب المطران ( لو نسدال راغ ) بترجمته إلى اللغة الإنجليزية في عام 1907 ومن هذه الترجمة قام المؤرخ ( خليل سعادة ) بترجمته إلى العربية وقام بنشره ( محمد رشيد رضا )    .

 


 

قصة اكتشاف مخطوط إنجيل برنابا رضي الله عنه

 

هذا المخطوط هو النسخة الوحيدة المعروفة الآن في العالم وهي النسخة الإيطالية وهي التي نقل عنها هذا الإنجيل العظيم .

 

يقول المستشرق الشهير سايل : أن مكتشف النسخة الإيطالية لإنجيل برنابا هو راهب لاتيني يسمى ( فرا مربنو ) ، ومن جملة ما قال : أن هذا الراهب عثر على رسائل لأحد القساوسة وفي عدادها رسالة تندد بالقديس  بولص ، وأن هذا القسيس أسند تنديده إلى إنجيل القديس برنابا ، فأصبح الراهب المشار إليه من ذلك الحين شديد الشغف بالعثور على هذا الإنجيل ، واتفق أنه أصبح حينا من الدهر مقربا من البابا (سكتس الخامس ) فحدث يوما أنهما دخلا معا مكتبة البابا فأخذ النوم هذا البابا ، فأحب الراهب مرينو أن يقتل الوقت بالمطالعة إلى أن يفيق البابا ، فكان الكتاب الأول الذي وضع يده عليه هو إنجيل القديس برنابا نفسه ، فكاد أن يطير فرحا من هذا الاكتشاف فخبأ هذا الإنجيل في أحد ردني ثوبه ، ولبث إلى أن استفاق البابا فاستأذنه بالإنصراف حاملا ذاك الكنز معه ، فلما خلا بنفسه طالعه بشوق عظيم فاعتنق على إثر ذلك الإسلام  اهـ .

 

وبعد هذا الاكتشاف شاع خبر ( إنجيل برنابا ) في فجر القرن الثامن  عشر فأحدث دويا عظيما عند النصارى وأجمعوا أمرهم على محاربته وتكذيبه وعدم نشره وتم لهـم ذلك ، بل إن هذا العداء توارثته أجيال النصارى جيلا بعد جيل ، وفي زماننا هذا لا توجد طائفة من النصارى في العالم كله شرقا وغربا تؤمن بكتاب الله ( إنجيل برنابا ) ، بل أقام أساقفة النصارى بتصنيف الردود على ( إنجيل برنابا ) ، حتى قال أحد الأساقفة الملاعين : هذا الكتاب المنحول على القديس برنابا يسميه أعداء الأديان بإنجيل ، وما هو بإنجيل ، فالإنجيل بشارة مفرحة ، بينما أن هذا الكتاب الشرير كصاحبه الشرير ، رسالة كافرة أثيمة ضارة هو مجموعة متناقضات لا ترضي المسلم الحق بقدر أنها لا ترضي المسيحي الحق . اهـ ( رسالة الرد على الكتاب المسمى إنجيل برنابا  لسامح كمال) .

 

هذه نبذة بسيطة عن موقف النصارى الأوائل والمتأخرين من هذا الكتاب العظيم ، وأما بالنسبة للمسلمين فقد حرموا منه سنين طويلة ، والعجيب أنه لم يرد ذكر هذا ( الإنجيل برنابا ) في كتابات العلماء المحققين السابقين مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن حزم وغيرهم عليهم رحمة الله ، فهذا كتاب الجواب الصحيح لإبن تيمية ناقش النصارى في معتقداتهم وأتى على ذكر أناجيلهم ولم يورد ذكر إنجيل برنابا بتاتا ومثله تلميذه ابن القيم ، وكذلك ابن حزم في كتابه ( الفصل في الملل والنحل ) لم يأتِ على ذكر ( إنجيل برنابا ) مع أن كتابه هذا عمدة في الأديان والفرق ومنها فرق النصارى المتعددة ، ما يدل على أنه بالفعل كان مخفيا طوال هذه القرون ولم يشتهر أمره إلا في القرون المتأخرة ، ولو كان كما زعموا قاتلهم الله تعالى أنه من وضع بعض المسلمين لاشتهر أمـره بين المسلمين خصوصا أهل العلم منهم المصنفين ممن ناقش معتقدات النصارى وما ورد في أناجيلهم المحرفة .

 

وأما أهل زماننا فقد تضاربت فيه آراء الباحثين وتشعبت بخصوصه  مذاهب المؤرخين وخبطوا فيه بين ضلالة وهدى وتلمسوا حقيقته بين رشاد وهوى فما ظفروا بعد كل ذلك بما يشفي الغليل ، فهم جثث بلا عقول ، عرجت عقولهم وطمست بصائرهم ، فلا تجدهم يميزون بين الغث والسمين والحق والباطل ولا بين وحي الله لأنبيائه ووحي الشيطان لأوليائه .

 


 

اعتقاد المهدي عليه السلام وأتباعه في ( إنجيل برنابا )

 

هذه شهادة يكتبها أنصار المهدي اليوم ليشهد عليها التاريخ غدا بأن أول من نصر الإنجيل الصحيح هو المهدي عليه السلام وهو الذي أظهره للناس وأخرجه للنور بعد ظلام دام سنين طويلة في حق هذا الإنجيل العظيم .

 

وهنا أنقل كلام رسول الله المهدي أبي عبدالله الحسين بن موسى عليه السلام في شأن ( إنجيل برنابا ) فقال :

 

 أن هذا هو إنجيل المسيح الصحيح الذي أنزله الله تعالى على قلب عيسى بن البتول عليه وعلى أمه أفضل الصلاة والتسليم  .

 

إنها مفاجأة نزفها من هذا الموقع لإخوتنا في الإيمان ونلح عليهم أن يعتنوا بهذا الإنجيل العظيم ويساعدوا على نشره ، فإنه والله إنجيل عيسى الصحيح  .

 


إن النصارى لعنهم الله يبغضون هذا الإنجيل ولا يحبون نشره ويدعون أنه مكذوب ، وكذبوا والله بل هو الإنجيل الصحيح كتبه بين يديه تلميذه البار ( برنابا ) رضي الله عنه ، وستجدون في هذا الإنجيل توحيد الله وتمجيده ، وتعظيم المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والتصريح بإسمه وتمجيده ، ولكن ماذا نقول وهذه الأمة قد بلغ بها الغباء والجهل والضلال حتى أنها من شدة ذلك عميت عن هذا الإنجيل العظيم ، يطير بعضهم بكتاب لا يسـوى مؤلفه فلسا مطارا عظيما ، وهذا كتاب الله إنجيل المسيح الصحيح بين ظهرانيهم كشف الله عنه بفضله وأظهره للنور لا يبالون به ولا يعرفون عنه شيئا ، وها أنتم واستغرابكم أكبر دليل على جهالة الأمة في حق هذا الإنجيل العظيم ، وإنا لنتشرف ونعد هذا من نصرته حبيبنا ورسول ربنا عيسى المسيح الذي ظلم بإدعاء ما ادعي بحقه ، وما طمس من إنجيله من شياطين الإنس والجن ، والله إننا لنحتسب في إعلانه ونشره أجر الله العظيم دفاعا عن حق هذا الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام . بل بمجرد الإطلاع على تعاليم الله وآياته الواردة في ( إنجيل برنابا ) يتأكد أن هذا الإنجيل هو الإنجيل الصحيح لتوافقه مع بعض ما ورد في كتاب الله العظيم وعقيدة المؤمنين ، ومن ذلك الآتي :

 

أولا : الدعوة إلى توحيد الله والبراءة من الشرك والمشركين .

ثانيا : أن المسيح عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله .

ثالثا : أن عيسى عليه السلام لم يصلب بل رفع إلى السماء وسيرجع .

رابعا : أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام وليس إسحاق عليه السلام كما زعم اليهود لعنهم الله .

خامسا : التبشير بإرسـال النبي صلى الله عليه وسلم بعده والتصريح بإسمه عليه الصلاة والسلام

سادسا : التبشير بإرسال المهدي عليه السلام آخر الزمان .

سابعا : التبشير بعودة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا آخر الزمان ليشهد على آخر أعمال أمته ، وأيضا التبشير بعودة إدريس وإلياس عليهما الصلاة والسلام .

 

وفي الختام نسأل المولى عز وجل أن ينفع بهذا الإنجيل المسلمين ويزدادوا به إيمانا على إيمانهم ، وليحمدوا الله تعالى أن يسر لهم في قرنهم هذا الوقوف عليه مقدمة لأن يكونوا ممهدين لأمره عسى أن يكونوا ممن يدركه وينطوي تحت لوائه جنودا يقاتلون في سبيل الله تعالى . 

 

 

الفصول
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
206
207
208
209
210
211
212
213
214
215
216
217
218
219
220
221
222